بنشاب : لقد كان للمسيرة التنموية في ربوع موريتانيا أفق لم يسبق له أن انفتح إلا حين اجتمعت إرادةُ قائدٍ شهم، بطلُ زمانه، ليحوّل الصحراء إلى مدائن الحياة والخصب، ويجعل من القرى المترامية أمكنة للنهضة والازدهار.
بنشاب : كلما أعلن الرئيس عن زيارة جديدة للداخل، تتجدد الأسئلة: هل يسافر ليعرف الحقيقة، أم ليُخفيها؟ لقد تحولت هذه الزيارات إلى مواكب استعراضية تلمّع الصورة وتُخفي العطب، بينما الواقع في الميدان أكثر قسوة من كل ما يُقال في نشرات قنوات النظام ومواقعهم.
بنشاب : في موريتانيا اليوم، لم يعد الاقتصاد شأنًا تقنيًا، بل أصبح سلاحًا سياسيًا يُدار من داخل العائلة الحاكمة نفسها.
فبين قرار حكومي برفع الدعم عن المحروقات، واحتكارٍ شبه كامل لتجارة الذهب، تبرز أسماء محددة تتكرر في كواليس السلطة: حدّ مين ولد الغزواني وسيد أعمر ولد وياه.
بنشاب : تعيش موريتانيا في السنوات الأخيرة حالة من الاضطراب والارتباك الإداري، تكاد تكون الأكثر وضوحا منذ بداية التحول الديمقراطي في البلاد. وتشير الأحداث المتتالية إلى أن الدولة فقدت جزءا مهما من قدرتها على ضبط الإيقاع لنظامها وخصوصا المؤسسات الأمنية والاقتصادية .
تانيد ميديا : في زمنٍ غامت فيه الرؤى، وتبدّلت فيه المفاهيم حتى صار المنكر معروفاً والمعروف منكراً، برزت ساحة القضاء لتكون مرآةً جليّة لما في النفوس من اضطراب، ولِما في مؤسساتنا من خللٍ عميقٍ يعبث بجوهر العدالة. وحين يتصدّر من لا كفاءة له منصة الفصل بين الناس، يصبح الحق غريباً في وطنه، وتغدو الموازين مائلة، لا تُنصف مظلوماً ولا تُهين ظالماً.
بنشاب : غدًا، الرابع من نوفمبر، ليس يومًا عابرًا في تقويم الزمن، بل يومٌ تنتفض فيه السطور لتُعيد للحق نَفَسه، وللشرف هيبته، وللتاريخ كلمته التي لم تكتمل بعد. غدًا موعدٌ بين رجلٍ ، وبين محكمةٍ عليا ستختبر نزاهة التاريخ قبل أن تختبر المتهم. غدًا ينهض الوطن من سكونه، مُحدّقًا في وجه الحقيقة.
بنشاب : في زمنٍ تتقلب فيه المواقف كما تتقلب الرياح، يظل بعض الرجال كالجبال، لا تزعزعهم العواصف ولا تغريهم المغانم، لأنهم استقرّوا على مبدأٍ لا تَسْتَزِلُّه المصالح ولا تُرهِقه الضغوط. ومن أولئك الأفذاذ، سيدنا عالي ولد محمد خونه، رجلٌ تماهى في معنى الثبات حتى صار له اسماً ومعنى.