بنشاب: المعارضة السابقة منزعجة من "قانون الرموز" لأنها لا تريد أي حصانة للرئيس، بل تريد جرجرة الرؤساء و التشهير بهم و سجنهم و ربما سحلهم إذا أمكن.
أما لماذا ؟ فهذا موضوع يطول فيه الحديث و أنا أجزم أن الخلاف المتفجر الآن، لا يؤشر على قطيعة أو طلاق بين السلطة و تلك الاحزاب، لأن العلاقة أصلا بينهما لم تكن كما روج الإعلام الرسمي، و الذباب الإلكتروني للمعارضة، مبنية على أسس "الشراكة" و "الإجماع الوطني" بقدرما كانت مجرد غطاء للتوافق من أجل الإنتقام من الرئيس السابق، محمد ولد عبد العزيز.
المعارضة السابقة، تعيش أزمة حقيقية على مستويين:
على المستوى السياسي: تبدو عاجزة عن مواكبة الأوضاع داخل البلاد و مربكة في خياراتها و اولوياتها.
و الآن هذه المعارضة تعيش أسوء مراحلها و توشك أن تتلاشى و تحل محلها حركات إجتماعية جديدة، و لهذا نرى قادتها متخوفون، رغم أنهم مازالو يراهنون في بقائهم على استغلال و ركوب موجات غضب الشارع المتصاعدة ضد سوء الأوضاع في البلاد؛ أقصد التذمر المتزايد من الغلاء و تداعيات أزمة جائحة كورونا.
على المستوى الشخصي: متناقضة في طرحها و فشلت في تقديم نموذج للمعارضة الديمقراطية و للبديل المقنع للشعب، فهي ترفض رموز السلطة لكنها تقدس رموزها و تطالب بالشراكة و الديمقراطية و هي ترفض التغيير الديمقراطي داخل أحزابها حتى تحولت إلى مجرد أحزاب بمسميات قادتها و ديكتاتوريات تتصارع على السلطة.