بنشاب: ....مَسلك سليم وطريق قويم للتحقيق وتتبع آثار مختلسي المال العام وحتى الخاص ؛ لكن ؛ وبدل استقلال القضاء ليكون الجهة الوحيدة المخوّلة أن توجهه إلى من تشتبِه فيهم ؛ بات مَن يُشتبه فيهم يستغلونه لمآرب شتى فيوَّجهونه لِمخاطَبٍ واحد مستقل بمفرده بالسؤال عن غيره : هو الرئيس السابق ؛ رغم أنه صرّح للجهة المعنية حصرا ( المحكمة العليا ) بممتلكاته يوم تولى الحكم ويوم سلّمه ثم أعلن ذلك في أغلب خرجاته والغبي مدرك صدقه ؛ ثم تحدّى المحكمة العليا نفسَها فما دونها ممن يسأله ذات السؤال أو لا يسأله ؛ مُستقلا كان أو مُستغَلا ؛ مؤهّلا أو مُتطفلا ؛ مُوّكَّلا أو موّكِّلا ؛ أن يثبت أنه حاز درهما واحدا بغير وجه حق !!
لكن ( من أين لك هذا ) تكررت وصداها تردد حتى صرنا منّا الواهم ومنا الظانّ أن الذي يطرح السؤال المفجوج على الرئيس السابق هي محكمة مختصة في محاكمة عادلة وعلنية فلا يجيبها عجزا !!
لِنعد قليلا إلى السائلين والمسؤول ؛ والْنبدأ بالسائلين :
السائلون هم موظفون سابقون أو لاحقون باحثون ؛ أولائك عن التوظيف وهؤلاء عن الترقية أو خائفون من التجريد ؛ أو مُدونون مأجورون بغية زيادة الأجر أو استدامته ؛ فلا يبحث أي من المتسائلين عن جواب السؤال بقدر ما يستفيدون أو يُفيدون ( من يهمه الأمر ) بالسؤال نفسِه المُتوهمة حجّيته !!
أما المسؤول والمخاطب الوحيد بالسؤال الساذج ( في سياقه ) : الرئيس السابق طبعا ( الذي أجاب السؤال قبل طرحه عليه ) ؛ فيكفي أن نعلم أن ملف العشرية وهو أصل السؤال كما يزعمون : شمل 317 رجلا وامرأة ؛ فكيف تفرّد هو بالسؤال العجيب ؟ أي جرم اقترفه ليكون أولى من غيره أيٍّ كان بالسؤال ممن شاء وأيا كان ؟!
تكرر السؤال كثيرا وتردد صداه وصدأه لأن السائلين وهم كثر ثبت من خلال ما سبق وغيره أنهم لا يريدون جوابا ولأن المسؤول الوحيد أيضا قد أجاب السؤال الذي كَبُر مقْتا عند كل متجرد منصف !!
إنّ نظاما يُقرر فيه أصهارُ وعُدلاءُ رأسِه أن يسجن رفيق دربه بل وليّ نعمته ظلما وعدوانا ودون محاكمة فيستجيبُ صاغرا لَنِظام جدير بالتشبث بسؤال واهٍ لأنه هو نفسه أوهن من بيت العنكبوت !!
كل ما قام ويقوم به لينفع نفسه أوأقرباءه أو جهته أو يجلب داعمين أو متملقين جدد ؛ ثم ما فعله أو يفعله ليضر الرئيس السابق ومقربيه ومحيطه العائلي أو يصرف عنه مِن أنصاره ؛ كل ذلك : كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا !
فالدولة تستقيم على الكفر لكنها لا تستقيم على الظلم ؛ أيام معدودات أو أشهر ؛ أما إن كان قد كتب الله له أن يتم عهدته أو عدّته ، فالشعب الأبي لن يعيد انتخاب ظالم لم يسلم من ظلمه حتى مَن انتخبه الشعب أصلا لأنه ولأنه فقط دعمه !!
وقد قال علي رضي الله عنه يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم ؛ قال تعالى : فارتقب إنهم مرتقبون وقال أليس الصبح بقريب !!
(2).JPG)
