بنشاب : سيدى
ستجلس يوم7مارس مع الأوروبيين لتفاوضهم مفاوضات فى "جلد" لمسات أخيرة لاتفاقية معهم من أهم بنودها المسربة و ماخفي أعظم
* حصول موريتانيا على مبلغ يناهز مليار أورو على شكل دفعات
* مراقبة موريتانيا لمنافذها الحدودية للتأكد من أن المهاجرين الأفارقة لن يعبروا نحو اوروبا.
* دعم مشاريع تنموية كالطرق المعبدة والإنارة العمومية وتدريب عناصر الجيش والأمن بتمويل أوروبي.
* استغلال فراغ القانون الموريتاني بشأن التعامل مع المهاجرين لامتصاص صرامة القانون الأوروبي الذى لايسمح للمهاجرين غير الشرعيين بالإقامة
* من المحتمل أنه على موريتانيا إقامة مراكز تجميع و إيواء للمهاجرين قبل السماح بتوطينهم أو " تسربهم" داخل المجتمع الموريتاني أو إعادتهم إلى بلدانهم و هي صعبة بالنظر إلى أن معظمهم يتعمد حرق أوراقه الثبوتية ليبفى نكرة بلا هوية و بلا عنوان
* ستكون موريتانيا ملزمة بحقوق المهاجرين من سكن و إعاشة و علاج و تعليم
طبعا خارج أوروبا هم بشر لهم حقوق و لكن فى أوروبا مشكوك فى "بشريتهم" و بلا حقوق
سيدى المفاوض
تذكر أن مستقبل الوطن الموريتاني و مواطنيه مرتبط بتوقيعك و طابعك
تذكر أنك فى لحظة حاسمة و مفصلية و مطلوب منك التماسك و الثبات و التفكير بمسؤولية و وطنية فبجرة قلم قد تدمر مستقبل بلدك و شعبك
سيدى المفاوض
أعرف أنك ريشة فى مهب إعصار أوروبي ماحق
يحاصرك " التنين"
يده بها ملايين الأورو و الأخرى بها ملايين ملفات الضغوط تهديدا و وعيدا
موقفك أصعب من موقعك
و كل شيئ تقريبا ضدك لأنك بالنسبة لأوروبا لاتساوى المقعد الذى تجلس عليه و وطنك لايساوى ثمن الأوراق التى طبعت عليها الإتفاقية
سيدى المفاوض
لاتهمنى كفاءتك و لاخبرتك و لاتجربتك
و لايهمنى هل عينت بحقيبة على الظهر أو قفزت بصدفة التوازنات و المحاصصات القبلية الجهوية اللونية البغيضة
اخاطب فيك فقط مستقبل ابنائك أنت و احفادك أنت و دعك من بقية الموريتانيبن
هل ترضى أن يغرق بلدك بالاجانب ليتحكموا فيه مستقبلا فيتحول ابناؤك إلى مهاجرين فى الاتجاه المعاكس هربا من وطن لم يعد لهم
لم يعودوا يملكون تربته و لا بحره و لا هواءه و لاثرواته
سيدى المفاوض
انت تتحمل أمانة و مسؤولية دينية أخلاقية و طنية شخصية عن توقيع أية اتفاقية مجحفة ببلدك و مستقبله
أنت ضعيف أمام النظام الذى عينك
أعرفها
و النظام الذى عينك ضعيف أمام عصا الأوروبيين و جزرتهم
تلك أيضا أعرفها
و لكن أنت كشخص لن تسفط السماء على الأرض إذا استجمعت قوتك و قلت لا لن اوقع هذه الإتفاقية المدمرة لمستقبل بلدى و شعبي
حينها ليوقع النظام إذا شاء أما أنت فسيخلد ذكرك فى الضمير الجمعي الوطني مع الرجال الأقوياء فى الحق و الذين لايدفعم أي شيئ للخيانة و التمالئ ضد أوطانهم و شعوبهم
سيدى المفاوض
ليس عارا أن تراجع اتفاقية و توقع عليها إذا رأيت أمام الله و أمام ضميرك الوطني و مسؤوليتك الشخصية أنها ستعود بالنفع علينا كموريتانيبن إن لم يكن على هذا الجيل المعتوه البائس فعلى الأقل للجيل الذى يأتى بعده
و لكن العار الحقيقي هو أن توقع اتفاقية مجحفة بنا و مذلة لسيادتنا ومهينة لكرامتنا و مدمرة لمستقبل أجيالنا القادمة
سيدى المفاوض
أنا و أنت لسنا معنيين بالاتفاقية
فلربما ذهبت أهم مراحل أعمارنا مع فارق فيها فأنت قضيت بعضها فى المكاتب المكيفة و المنازل و السيارات الفاخرة و انا قضيته تحت الشمس فى معترك حياة مظللة بالفقر و الظلم و التهميش و إذا وقعت الإتفاقية فربما عشتها معى مصابين بالزهايمر أو على الأقل " اكهيلات مدكدكين روصن" لانعرف ليلنا من نهارنا و لاجنوبنا من شمالنا
لكن أجيالا قادمة ستتأذى منها كثيرا و ستكون شريكا بتوقيعك فى جريمة بيع وطن و تدمير مستقبل شعب
سيدى المفاوض
ليكن يوم7مارس يوما تصالح فيه نفسك ترضى ربك تريح ضميرك تؤدى الأمانة برفضك لاتفاقية خلاصتها أن يتحول بلدك إلى كلب حراسة و شعبك إلى مجرد جالية فى وطنه
أخيرا
أنقل لك هذا الحوار مع سيدة مسنة من الجيران
السيدة و وجهها عليه مسحة خوف من المستقبل/
" حبيب الله يوليدى أياك ماحك عن لاهى ننباعو للأجانب و عنهم جاي منهم ياسر لاهى يسكن امعانا أعل ذاللى هون منهم أو لاهو اشوي"
أنا/
" يوالدتى ذاك ماهو حك
نحن رئيسن وطني حكومتن وطنية و جيشن وطني و اجنبي ماهو ساكن ابطريقة شرعية ماهم لاهى إيخلوه يطرح كرعيه هون "
هل تعرف لماذا اخترت هذا الجواب؟
السيدة من جيل مغادر مشفقة على احفادها و ليس على نفسها
تريد أن تموت مطمئنة على مستقبل احفادها فى وطنهم
لا وقت لديها لسماع محاضرات معقدة عن الإتفاقية و ليس من البرور لها و لا من التقدير لوضعيتها النفسية القول لها بأنه لن يكون لأحفادها مستقبل و أن الأجانب سيزاحمونهم و ربما يزيحونهم
شكرا سيدى المفاوض