بنشاب : نشر مدير مكتب اعلام الرئاسة و مستشار الرئيس للشؤون الاقتصادية تدوينات يحتفلون فيها بما يعتبرونه "حدث اعلامي دولي بارز من العيار الثقيل"، وهو حسب زعمهم نشر تقرير ومقابلة مع ولد الغزواني في صحيفة USA TODAY واسعة الانتشار.
الحقيقة أن هذه الجريدة لم تنشر أي شيء عن موريتانيا لافي نسختها الورقية ولا الالكترونية. القصة هي قصة تحايل وقع ضحيته ولد الغزواني ومستشاروه. حيث استقبلوا منذ فترة أشخاصا يتحدثون اللغة الفرنسية زاعمين أنهم من هذه الصحيفة. وقد أجزلوا لهم العطاء وحملوهم الى نواذيبو وقابلوهم تقريبا مع وزراء. وبعد أن ألحوا عليهم هاتفيا مستفسرين عن تاريخ نشر "التقرير" أرسلوا اليهم هذه الصورة وتبدو فيها من جهة صورة لجريدة USA TODAY فعلا، ومن جهة أخرى صورة لورقة تحمل عنوان "موريتانيا واحة سلام استقرار" بشكل يعطي الانطباع أن التقرير منشور في الجريدة في الوقت الذي لا يربط بينهما إلا جهاز الهاتف الذي التقطت به الصورة. وحتى هذه الوريقة مكتوب عليها في الأعلى ، وفي الصورة التي نشرها مدير مكتب اعلام الرئاسة، العبارة التالية والتي أشرنا اليها بالخط الأحمر: "هذا المضمون مدفوع الثمن من طرف أحد المروجين. ولم يشارك أحد من طواقم التحرير والأخبار بصحيفة اليو اسآي تودي بصياغة مضمونه". هذه الاشارة فاتت على المدير ربما بسبب لغتها الانجليزية.
ثم إن هذه الوريقة التي أرسلت للرئاسة ويحتفل بها مدير المكتب الاعلامي ومستشار الرئيس لاوجود لها اطلاقا في الجريدة المعنية. بل نشرها موقع مغمور مسجل في بريطانيا يسمى business Focus غير معروف اطلاقا. وهو موقع مغمور ، وله حساب على تويتر يتابعه ثلاث أشخاص…أنظر صورة الموقع الملحقة.
السؤال الذي يطرح نفسه هو، من هم الأشخاص الذين تحايلوا على الرئيس والرئاسة؟ وهل هم مجرد متحايلين يبحثون عن المال أم جواسيس لقوى أجنبية أو شبكات اجرامية ربما زرعوا أجهزة تنصت وجمعوا معلومات؟ وكيف لمستشاري الرئيس أن يسمحوا بمقابلة معه ويجزلوا لهؤلاء الأشخاص العطاء دون أن يتأكدوا من هوياتهم؟ وهل هناك متواطؤون محليون سهلوا الأمر وتقاسموا عمولة مع المتحايلين؟لقدكان ايميل بسيط الى الجريدة كفيلا بتجنب هذه الفضيحة المجلجلة ، أو "الفضيحة الدولية البارزة ومن العيار الثقيل" اذا استعرنا اللغة الخشبية لمدير مكتب اعلام الرئاسة.
في جميع الأحوال، تبرهن هذه الواقعة أن البلد لم يتحول فقط الى ورشة نهب تحت سماء مفتوحة، بل وأصبح أيضا وجهة لكل المقامرين والمحتالين العالميين الذين يجدون في البلد من يسهل لهم تحايلهم وربما تقاسم معهم عائدات عملياتهم.
موقع/ مجابات