بنشاب : تميزت مرافعة العميد الأستاذ المختار ولد أعل عن موكله الشاب محمد ولد أمصبوع، تميزت هذه المرافعة بعمقها وطرافتها وصراحتها، فضلا عن شموليتها لكل المتهمين، وتقديمها بأسلوب تقليدي، يفهمه الكل، وبفنية عالية، وموغلة في العمق القانوني، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، والوعي بالموروث الموريتاني الأصيل، والمجتمع في نظمه وتركبته، دون أن يخل ذلك من وقارها ومستواها.
ثم تميزت هذه المرافعة عن غير ها بشموليتها، متجاوزة نظرية " كل أيد تمسح عن وجهها" وهذه ميزة نادرة، تنم عن فهم عميق لترابط أجزاء ووحدات الملف برمته، فكان مرافعا عن الكل، ومطالبا بتبرئة الكل، نظرا لتهافت أدلة الإدانة، وعدم وجود أدلة مجرمة في حقهم جميعا، إلا النزاهة والإخلاص والوطنية.
وفيما يتعلق بالشاب محمد ولد أمصبوع، تكلم العميد المحامي المختار ولد أعل عمّا تعرض له موكله من ظلم سافر نظرا لعلاقته بالرئيس محمد ولد عبد العزيز، مبينا ما تعرض له من تعذيب جسدي ومعنوي، وأقسم مؤكدا ذلك، لما رأى من آثاره البادية، إرغاما له بأن يشهد ضد بعض المتهمين وعلى محاضر مكتوبة أمامه.
غير براءته واضحة من كل التهم المنسوبة إليه والتي غالى فيها لفيف الدفاع المزعوم الذين تحسبهم وقلوبهم شتى " مثل بيض الحنش: كل خارج له اتجاه".
فتهمة استغلال الوظيفة لا أساس لها، فهو لم يمارس وظيفة، ويمكنه أن يجد أي وظيفة لمكانته من الرئيس، لكن لا الرئيس يفكر بمثل ذلك التفكير، ولا هو يرغب في في توظيف تلك المكانة وابتزاز الناس بها، وتعلمون أن الناس طامعة وراغبة في الحظوة بها.
لقد كان مجرد موظف بسيط في شركة اسنيم، حصل عليها بقلمه، في مسابقة شارك فيها ما يقارب 800 متسابق، فنجح بامتياز لمؤهلاته الأكاديمية والمهنية هذه وثائقه وهذه لوائح المترشحين لا تزال في في أرشيف الشركة، ولم يجد غير الحقوق الطبيعية في حدودها الدنيا وفق نظم وقوانين الشركة، وهذا ما شهد به مديروها أمامكم.
أما تهمة الثراء غير المشروع، فهو جاء للشركة ثريا، وطبيعة الوسطة الذي هو منه الثراء، وهذا تعرفونه كلكم، لكن أسرته بشكل خاص كانت أسرة ثرية، وأبوه هو أول من استور قطع الغيار من الخارج وكان هو وقتها يساعده ويدبر له ذلك وهو طالب في فرنسا، وفي التسعينيات وبعد تخرجه كان يحظى بالمشاريع من الدولة وهذه صوره في جميع أنحاء موريتانيا شرقا وغربا، صحيح أنه طموح وأنه ذكي وهذا سر نجاحه وثروته حتى قبل علاقته بالرئيس التي يفتخر بها ويعتز.
أما ما يتعلق بشهود الإثبات الذين حضروا، فأنتم تصفونهم بشهود لا شهود نفي ولا شهود إثبات، ولن أتكلم عن علاقتهم بوكيل النيابة، لأني لا أتهمه باستغلال العلاقة والوظيفة ولكن أقول:
إن ولد داداه لم يذكر ولد أمصبوع مطلقا، فلا حاجة لي في الدخول معه فيما لا علاقة لنا به، رغم أنه لم يذكر ما يجرم أي أحد من هؤلاء.
وأما ولد سميُ، فحاله يكفي عن سؤاله، جاء ليثبت الجرائم على نفسه أولا، وذكر كلاما لا يصدقه أي عاقل: شخص يموج في المطارات الدولية بعشرات الكيلوغرامات من الذهب وعشرات الملايين من الدولارات، مسرحية لا يعتد بها إلا أن صاحبها يجد من الضمانات ما يحفزه على كلام مثل هذا، ولو تجاوزنا به مطار نواگشوط، فمطارات دبي ومطارات الدول الأخرى لا تقبل به، وشهادته لا يعتد بها.
وفي الأخير، طالب العميد المحامي المختار ولد أعل بالبراءة الفورية لجميع المتهمين، ولموكله بالخصوص محمد ولد أمصبوع لعدم ثبوت ما يدينه.
واستطرادا لما سبق، وبناء على ما ذكر العميد المحامي المختار ولد أعل، فإننا نحن أسرة أهل لمصبوع والمتضامنين معها، نشجب وندين ما تعرض له ابننا محمد ولد أمصبوع، من تعذيب مادي ومعنوي، ونحمل الجهات المعنية به كافة المسؤولية، شرطة ونيابة وقطب تحقيق، ونطالب بفتح تحقيق عادل وفوري في القضية باعتبارها جريمة لا تسقط بالتقادم، ونطالب بملاحقة ومعاقبة من ارتكبها وفق القوانين والنصوص المعمول بها، وسوف نتابع ذلك المسار في إجراءاته اللازمة.