العميد ورئيس المحكمة ثم نحن والأمن !!../باريكي بيادة.

اثنين, 05/06/2023 - 11:31

بنشاب : عن آخر جلسة لمحاكمة الرئيس السابق كتب ذ/باريكي بيادة: 

افتُتحت الجلسة اليوم بكلام يخرج من أفواه اللفيف فقاطع أولَهم الدفاعُ طالبا إلزامهم بوصف الرئيس السابق بما جاء في محضر الإحالة أي المتهم وليس المتهم الرئيس كما يرغبون ودأبوا على وصفه ! بدأ المحامي الأول بالقول أنّ الرئيس السابق واصفا إياه بالمُتهمِ : مُتديّن مثل كل الموريتانيين ثم اتهمه بالغلول وأورد الآية ( ومن يغلل … ) فالتفت إليه الرئيس السابق فتلعثم ولم يستطع إكمال السؤال ثم بدأ بسؤال آخر فالتفت إليه الرئيس ثانية فصادفت لحظة وصفه إياه فوصفه بالسيد الرئيس فأدار الأخير عنه وجهه شفقة عليه لكنه لم يُوصِل سؤاله فسأل سؤالا ثالثا مثل الأولين ثم رجع إلى السؤال الأول فأوضحه قليلا ولطّفه كثيرا ! ثم انصرف فتبعه ثان ولما وقف مكان الأول خلف الرئيس تأمله الأخير فارتبك ووصفه بِموكلهم ووصف أشياءً أخرى بأشياءٍ أخرى !! فحاول نقيبهم أن يداري مواقفا كثيرة مختلة شدّته شدًّا، مُلتفا بلفيفه من نظرات الرئيس : إذ لم يخرج إلى منصة الكلام فسأل بعد مقدمة ماكرة عن حسابين للرئيس في تركيا وفرنسا أخرج ما يزعم أنهما صورتين لبطاقتي تأمين من البلدين باسم الرئيس ولما طُلب منه بإشارة من الرئيس لدفاعه ذكر إسم أحد البنوك غيَّر الموضوع بسرعة إلى هيئة الرحمة التي ادعى أن الرئيس أخذ من ميراث ابنه ما لم يُصرح به للمجلس الدستوري ! وقد قاطعه قبل ذلك المحامي اباه مُقاطعات حادّة تخللتها استئذانات العميد الشدو للكلام رفضها كلها رئيس المحكمة الذي احتج واصفا ما يحدث بالفوضى فرد عليه العميد أنه مسؤول عنها مضيفا هل ستتركون الفوضى أم تقيمون محاكمة ؟ فطلب منه سحب الكلمة أو الإخراج بقوة الأمن أو حتى فتح محضر عند الشرطة والسجن ! فأجابه العميد أن لن يسحب الكلمة إلا إذا سحب هو في المقابل تهديده الذي لا يحق له وأصر كل منهما على موقفه وألح رئيس الجلسة على الأمن أن يُخرج العميد بالقوة وبعد محاولات الأمن وحيلولة بقية الدفاع دون إخراج عميدهم انسحبوا جميعا فَصِحْتُ في الرجال أن اخرجوا ثم في النساء أن اخرجن فخرج الرجال كلهم جميعا إلا بضعة لا يكادون يخفون من يمنعونهم من الاستجابة لطلبي المشروع ؛ فَهم يحضرون أصلا من أجلهم لتلقُّف كل ما يسيء للرئيس السابق ؛ أما النساء فخرجن كلهن رغم تهديد المشرفة عليهن من الأمن أن لن تعود للقاعة من خرجت منهن !! ثم كاد الأمن أن يعتدي علي مُتّهِما إياي بإحداث فوضى في القاعة فأجبتهم أني طلبت طلبا من جمهور عزيز الكريم فلبى طلبي مشكورا !!