بنشاب : لم يتفاجأ الرأي العام اليوم بقرار رفض الحرية المؤقتة للرئيس السابق بالرغم من أن كل المؤشرات تدعم قرار الافراج عنه ولكن في المحاكمات السياسية تقع حلبة الصراع في ساحة أخرى وتْتخذ قراراتها انطلاقا من ما تمليه المعطيات الآنية على تلك الحلبة.
لم يتفاجأ الرأي العام لأن المؤشرات على الساحة السياسية تقول بتفكك الإنصاف وارتباك رؤوس نظامه واندماج أحزاب المعارضة التقليدية وانصهارها في ماكانت تسميه الحزب الواحد واستسلامها للأمر الواقع ولم يبق من أصوات ولا قوى معارضة تشكل خطرا على نظام المرجعية سوى تلك التي يقودها الرئيس السابق والممثلة في حزب الرباط الوطني. وليس من المنطقي ان يقوم نظام المرجعية بفك الحصار المفروض ظلما وعدوانا على الرئيس السابق وعلى الحزب في هذه الظرفية بالذات لهشاشة دفاعاتهم وتشتتها.
لم يتفاجا الرأي العام اليوم لأن تصفية الحسابات السياسة والظلم والإقصاء والمحسوبية والزبونية والتزوير هو نهج هذا النظام وما من احد ينتظر منه قرارا عادلا ولا موقفا مشرفا ولا مسحة أخلاقية في هذا الشهر المبارك. بل انه لمن سوء الأدب توقع قرار الافراج في موسم سياسي عن من ذنبه في الأصل انه يريد فقط البقاء في الساحة السياسية للدفاع عن قناعاته وعن ما يرى فيه مصلحة لهذا الشعب وللوطن.
لقد أصبحت المؤامرة مكشوفة لدرجة ان الأحداث يمكن قراءتها وتوقعها بكل سهولة قبل حدوثها لتكرار الظلم واسبابه كلما تعلق الأمر بحق من الحقوق المدنية للرئيس السابق السيد محمد ولد عبد العزيز...