مدينة الخطيئة

اثنين, 22/08/2022 - 23:11

بنشاب : لقد بات مصير العاصمة انواكشوط اليوم مجهولا أكثر من أي وقت مضى ، و السبب يكمن فى ارتفاع منسوب المياه الجوية التى يتم تغذيتها بمياه الصرف الصحي .
منذ الاستقلال يتم ضخ اكثر من 60 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي سنويا فى تربة العاصمة المهترئة .
هذا الأمر جعل العاصمة تقف على أكبر خزان جوفي لمياه الصرف الصحي بالعالم .
خلال عشرية الرئيس السابق مجمد عبد العزيز كانت هناك حلول نجحت فى بعض الاحيان فى معالجة المشكلة و لو بشكل جزئي .
تمت و ضع مضخات لشفط المياه الجوفية فى مناطق بغداد ، و سوكوجيم ، و الميناء ، و بعض مناطق لكصر ، و ضخ المياه فى المحيط عبر أنابيب ضخمة بشكل يومى .


نجحت هذه الخطة فى إعادة الحياة لمنطقة بغداد ، و سوكوجيم لكن الخبراء يشككون فى اضرارها البيئية على المدى البعيد .
كلفت  حكومة ولد عبد العزيز شركات فرنسية و صينية بإجراء دراسة جدوى لمشروع صرف صحي فى انواكشوط سنة 2013 .
كانت نتائج هذه الدراسة صادمة من حيث التكلفة حيث وصلت المبالغ إلى أكثر من ملياري اورو لإنشاء شبكة صرف صحى متكاملة فى العاصمة ، و هو مبلغ ضخم لا تستطيع موريتانيا توفيره خلال فترة قصيرة .
أكبر مشكلة تواجه مشروع الصرف الصحي هو تمدد العاصمة بشكل افقي ما يعنى زيادة التكاليف الإنشائية من خلال رص الارصفة فى الشوارع ، و مئات الكيلومترات من خطوط الصرف الصحي ، و محطات الضخ ، و المعالجة .
 مع مشروع الهندسة العسكري المتوقف منذ مدة عن التوسع اتفقت الحكومة الموريتانية مع جمهورية الصين على إنشاء شبكة الصرف الصحي على مراحل انتهت المرحلة الأولى منها سنة 2019 و هي تقطى اجزاء من تفرغ زينه و لكصر لكن مجال تغطيتها لا يزال محدود بسبب محدودية قدرة الشبكة .
رغم كل هذه المشاكل يواصل سكان العاصمة تغذية البحيرة الجوفية بشكل يومى بآلاف الأطنان من مياه الصرف الصحي ناهيك عن مياه الأمطار لعدم توفر البديل . 
حسب الخريطة المنشورة من المتوقع أن تختفى مناطق من انواكشوط خلال عشر سنوات اذا لم يتم التحرك بشكل سريع .
هذه المناطق تشمل اجزاء من السبحة ، و الميناء ، و تفرغ زينة ، و دار النعيم ، و اجزاء من لكصر ، و تيار ت. 
حتى الآن لا يوجد حل سوى مواجهة المشكل و معالجته بنفس الطريقة التى اعتمدتها حكومة الرئيس السابق مع تطوير وسائل المعالجة ، أما بخصوص دعوة البعض لإنشاء عاصمة جديدة فهو أمر مستحيل بسبب قلة الموارد المالية الكافية لإنشاء المشروع .
ادنى تكلفة لإنشاء مدينة جديدة تستوعب مليون شخص تقدر ب 60 مليار دولار أي ميزانية موريتانية لمدة 20 سنة تقريبا .