بنشاب : الاحتفال بمرور سنة ثالثة على تولي فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني للحكم، يكاد يكون مجاهرة بالذنب، فصاحبه في الغالب لا يخلو من أمرين:
_ إما يحتفل حفاظا على مصلحة واستفادة شخصية من الأوضاع الراهنة، فيكون بذلك شريكا في الجريمة التاريخية ضد البلد، والتي ارتكبت خلال سنوات النحس الثلاث، عبر تبديد الموارد، و تفليس المؤسسات، و تخريب المكتسبات، و هو بذلك فاعل رئيسي في تجويع وإبادة شعب، يخنقه الجوع و العطش، و تجلد كرامته قوانين التأليه و التقديس، مسلوب الإرادة، مشنوق الحرية، جاحظ البؤس، خائر الأمل، مبحوح الرجاء…
_وإما متملق، يقبض مقابل خوار أحباله الصوتية، فتات العار، و كثيرا ما ظهرت تسريبات هنا و أخرى هناك، تظهر لوائحها أكياس الملايين التي تسد الحناجر، و السيارات الفاخرة التي تكبح فراملها جموح الضمائر المزيفة الصاخبة.
فخامة الرئيس إن الذين يرفعون في وجهك شعارات لإنجازات وهمية، يلصقونها باسم فخامتك وتاريخك، إنما هم العدو فاحذرهم، وحاسبهم أنى وجدتهم..
فخامة الرئيس إن الجمع الذي أمسك بيدك و قادك إلى تلك الطاولة المستطيلة، لتجلس في رأس تابوت الحصيلة الصفرية لنظامك، وأرفقوا صورتك بشعار بشع "كإعلان الرئاسة لانجاز 77% من برامجها" لأحق بالسجن من الشاب اليافع التيجاني وان الذي استقويتم عليه بالسلطة التي منحكم الشعب، و كورتم بالأصفاد جسده النحيل على شكل الصفر الذي أسمعكم في الملعب.
فإن كان من حصيلة لنظامكم يا صاحب الفخامة، فهي تكريمك و تعيينك للذين يلطخون تاريخك وفترة حكمك بالأكاذيب و الفساد، وسجنك لأحرار الوطن الذين يلوحون في وجهك بشعلة الحقيقة، لينيروا دربك علك تعمل صالحا لهذا الوطن المنكوب وتخرج شعبك من ضرس الشؤم التي تطحنه منذ توليتم قيادته.
و سيظل فاتح أغسطس ذكرى خاتمة الإنجازات الجمة لفخامة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز لهذا الوطن، كما ستبقى وصمة عار التنكيل به سحابة قبح تسقي صفحات التاريخ إلى ما شاء الله.