بنشاب : هنالك من يريدون إيهام الرأي العام بتساوي عدد المشاريع الوهمية و تلك غير المكتملة التي اعلن عنها خلال العشرية وما شهدته مأمورية النظام الحالي من تلك الظاهرة.
وحقيقة الدوافع متفاوتة فمنهم من دفعه لذلك حقده الدفين على العشرية و قائدها خاصة إذا كان من الجماعات والأسراب التي كانت تتلقى شهريا رواتبها من خزينة الجهات الخاصة التي مولت المعارضة الوطنية وحولتها إلى معارضة شخصية طوال العشرية، فهؤلاء دافعهم مادي واضح و جلي.
و فئة أخرى لم تستفد من العشرية و خاضت ضدها حروبا ضارية باسم الوطنية و حين لم تجد نفسها في الخمسية الحالية استمرت على نفس المنوال.. يحمل هؤلاء أحلامهم الأنانية على كف جهويتهم البغيضة فلا يرون خيرا في من يحكمون البلد اليوم و لا في من حكموه سابقا، لأنهم لا ينتمون إلى الجغرافيا التي باركوا و قدسوا ولا ينحدرون من سلالات شعب الله المختار في نظرهم.
أما الصنف الثالث فهو محايد خرج من بئر المعاناة إلى سطح الوعي، يدعو على بصيرة للوطنية، يحمل هموم شعبه على عاتقه النحيل، يقف على نفس المسافة من المتصارعين السياسيين، لا يهمه سوى الوصول إلى حلمه الوردي بوطن تتساوى فيه الفرص و يجد فيه ما يسد به فوهات الحرمان التي حفرتها سكاكين الغبن في سجله الاجتماعي العتيق، هذا الصنف يذكر العشرية بسوء لأنه عاتب على تقصيرها و شاجب لفسادها من جهة لكنه أيضا يسجل بذلك موقف تنصل وتملص من الرئيس السابق من جهة أخرى ليوفر له ذلك الأمان من بطش نظم الإنذار التي ضبط النظام الحالي على كل من يذكر الرئيس السابق بخير.
لا شك أن الجحود ونكران الجميل له أشكال عديدة لكن أقبحها حاليا هو تجاهل آلاف الإنجازات و ذكر أربعة مشاريع فقط هي مجمل ما أعلن عنه ولم ينجز خلال العشرية (وتلك المشاريع هي مسجد انواكشوط الكبير، مدينة رباط البحر، جسر كرفور مدريد، شركة السكر) و مقارنتها بكتاب تعهداتي الذي لم يجسد منه إنجاز واحد لحد الساعة على أرض الواقع وذلك رغم مرور ثلاث سنوات من المأمورية!
#لأكلهم_الخجل_لو_كانوا_يخجلون