بنشاب/ الحسن آبّه - تحل غدا الذكرى 52 لوفاة المناضل سيدي محمد ولد السميدع ( 1946 أطار – 7 يناير 1970 دكار ) ، ومازال رفاته مهملا بحفرة في إحدى مقابر دكار بالسنغال ، مجرد رقم لميت مجهول لا زائر له ولا مهتم بحال مثواه الأخير !
كيف ولماذا مازالت الحكومات المتعاقبة تغض الطرف عن نقل أحد رموز تاريخ البلد إلى وطنه وتكريمه، فقد خلد اسمه ونضاله في عدة صفحات من كتاب تاريخ البلد ( شئنا ذلك أم أبينا ) ، ومازال أيقونة النضال على كل لسان ومضرب المثل في النضال النبيل المجرد من أية مصلحة خاصة أو منفعة .
أظن الحديث عن تفاصيل محطات حياة ونضالات المعني ستكون حشوا وتكرارا لأمور يعرفها الجميع ، ولكن أود فقط في هذا المقام التوقف قليلا بكم عند محطة رحيله .
بعد سنين من النضال ورفاقه تخللتها فترات سجن وتعذيب بدني ونفسي ، مرض السميدع ( كما يسميه رفاقه ) بمرض غامض مفاجئ سنة 1969 وماطلت الحكومة في السماح له بالسفر لدكار للعلاج حتى صار مرضه في مراحل متقدمة ، فسافر نهاية 1969 للسنغال ، وفي يوم 7 يناير 1970 وبشكل مفاجئ صعدت روحه إلى بارئها ( رحمه الله ) ولم يحضر أحد من موظفي السفارة لاستلام جثته ولم يكن بإمكان أفراد أسرته آنذاك إمكانيات ( سيارة ، نقود ، .. ) لنقل الجثة إلى انواكشوط ، وكان الزمن كفيل بترك الأمر على ما هو عليه .
كم أتمنى وأرجو أن يأخذ وطنيون زمام مبادرة إعادة جثمان هذه الشخصية الوطنية لوطنه الذي سخر له شبابه وصحته حتى آخر لحظة من حياته .
مراثي المرحوم سيدي محمد ولد سميدع كثيرة ومن أشهرها مرثية الشاعر أحمدُو ولد عبد القادر التي مطلعها :
يحز في النفس آلاما وأحزانا * موت الرفيق إذا ما كان إنسانا
وكان شهمــا نقي القلب متخذا * على مبادئـه بالبــذل برهانـا
براءة الطفل تحنو فوق بسمتـه * إن كان يألف إخوانا وخلانا
وصولة المارد الجبار عادته * إن ثار يفضح تدليسا وطغيانا
ومنـها :
يا من يعز علينا أن نفارقه ** حيا وأصبح في تعداد قتلانـا
قل للطلائع إذ ترثي سميدعها *والرزء أثقل من أجبال تاغانا
لا تمنحوه رثاء لا يلائمه * دمعــا وحزنـا وإشفاقــا وإذعانـا
فلتأخذوا المشعل الخفاق من يده * ولتملؤوا الدرب إقداما وإيمانا .