بنشاب: لا أقولها استعطافا ولا طلبا للرفق، فما لم يأت طوعا وسليقة، لن تجلبه كلمات على قدر صاحبها، كما أني لا أقولها شعورا بجبروتكم وسطوتكم، فلو كان الحال كذلك، ما وصلنا ضعفنا وهواننا، وتفشى فينا الظلم وتجلى، وتاهت برامج الخطط وتولاها أراذلنا من مفسدين ومحبطين ...
لكني أقولها، لأنك أمعنت في ظلم قوم ما كانوا يستحقون عليك هذا الظلم ، وأمعنت في إهانتهم جماعات وفرادى، جزاء بما قدموا لك، مما كان حلما يسهل دونه لمس الفرقدين، وتماديت في مسرحية هزيلة تهين فيها الرئيس عزيز وأنصاره بشتى أنواع الإهانات باسم الدولة وباسم القانون، والقانون منه براء، وكيف يسري القانون ويرجى وقد ألقي به عرض الحائط في أول خطوة؟ ...
إنها لعبة تمارسها أنت وزبانيتك من المنافقين والطامعين والساكتين على الظلم وانتهاك الحريات، يمارسونها على مزاجهم وأهوائهم، وأنت تبارك لهم لعبتهم وتشاركهم بمهزلة يدركها الكل ويسخر منها.
إن تجديد سجن الرئيس "عزيز"هو مهزلة قانونية جديدة، تجاوزت حدود القضاء كما تجاوزت حدود العقل والمستطاع، وأصبح واضحا أن السيناريو يقتضي تعطيل "عزيز" عن العمل السياسي فترة حكمك كلها، لتعبر بوضوح عن فوبيا عزيز، الذي لا قبل لك به، ولو حكيما أو لك بطانة تدلك على الحد الأدنى من الخير، لأضفت من الانجاز ما يغطي الشعور بالنقص وينفع الوطن، ولكنك سلكت أسوأ سبيل في فرض هبتك وحضورك ... فتكاثرت المشاكل من حولك، واختنقت الأوضاع سياسيا واقتصاديا وأمنيا، محليا ودوليا، وبدوت واقفا (ولكن أرميخ)،يتهددك أبسط نسيم!...
تابع في سجن "عزيز"، فأنت رئيس وتستطيع، وتابع في هدم الوطن بمباركة المنافقين وزمر المفسدين، لكنك ستقف في منتصف الطريق خالي الوفاض من الوطن ومن الرفاق ومن شعب ثقفك وعض الأنامل على يوم وهبك ثقته وستعلم وقتها أن دعم الأحرار والشرفاء هبة من الله لا يؤتاها إلا من يستحقها، وأن دعم المنافقين سراب بقيعة لا يدرأ ظمأ ولا يجلب خيرا!...