بنشاب: يبدو أنّ الرسالة القادمة هذه المرة من خلف أسوار مدرسة الشرطة فاجأت الجميع، فأثلجت صدور البعض ورسمت على وجوه البعض الآخر علامات الاستفهام والتعجب، وتكاثر المنكرون والمتربصون .. ولا زالت ردود الأفعال التي أثارتها الرسالة تترى وتتوارد، وجنى مرسلها خليطا من الحجارة والورود .
ومع ذلك فقد تمكنت الرسالة "المساءلة" من تحريك المياه الراكدة، حيث كان صاحبها كالعادة صريحا واضحا واثقا من نفسه، فسلط الأضواء الكاشفة على كل ركن يمكن أن تتجمع فيه هوام الشك حول مصادر أمواله وملفه القضائي المزعوم، وحدد شهود الإثبات الذين من بينهم شاهد بدرجة رئيس جمهورية ورئيس أعلى للقضاء حالي، ورفيق درب وصديق قديم تخلى عنه في الطريق ذات "مرجعية" دبرتها بليل خلية تأزيم غادرة، كشفتها التسريبات اللاحقة تقول الرسالة. وحتى إِنْ كان التنكر لصداقة عقود من الزمن كانت مع سبق الإصرار والترصد، وانقلبت ضغينة بغضاء، فما الذي يعيق تطبيق العدالة وإحقاق الحق ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )
حول هذا كانت تدندن رسالة مدرسة الشرطة، من رئيس جمهورية سابق يعي جيدا مسؤوليات رئاسة الجمهورية و"يُحاكِم" بموجب تلك المسؤوليات سلفه، لا أكثر .
لا شك أنها نكأت جراح ليالي الغدر وعزفت على وتر الضمير، ضمير الانسان أي إنسان، وترٌ يبدو أنه لامس شغاف بعض الأنذال فخرجوا من غياهب جُبّ الخطيئة يحاولون إيهام العامة بنصر مزعوم يتحدث عن نجاح السجن والمضايقات أخيرا في ترويض الأسد !! هيهات ثم هيهات ..
خصمكم رجلٌ عنيدٌ عنيدْ، أعصابه قُدّت من فولاذ، يقف على أرض صلبة من المبادئ والكبرياء، ومتشبث بناصية الحق..
ستفهمون بعد فوات الأوان أنكم في يبابٍ لا تزوره الغيوم كنتم ترسمون بحرا من السراب ، و أنكم ستشربون العدم .