بنشاب: أعطى الرئيس السابق حرية الرأي حتى بلغت مداها ونافست موريتانيا دولا تحسب على أصابع اليد في المجال وأصبح من شاء يقول ما شاء مما لا يمنعه القانون ؛ لكنه في المقابل ضرب بيد من حديد على المؤتمنين على ثروات شعب ضعيف بِمُختلف مواقعهم ومطامعهم وحيَلهم فاستشعر أدنى مسؤول تكليفه قبل تشريفه وكلما سما أو علا زاد ذاك الشعور فيه رسوخا ؛ فأحبّه شعبُه حبّا لا يعادله إلا إِحَن ونقم مَن حوله وأسماهم وأعلاهم خاصة ، لا يكادون يخفونها ترقُّبا لِترجُّله ليؤول الأمر إليهم ؛ فبدأوا به وفعلوا به كلما أمكنهم من غدر وخيانة وانتقام بل بلغ بهم الحقد أن يُسمّوا إنجازاته بغير اسمها ؛ وخالفوه في كل شيء ؛ ضربوا بيد من حديد على من تكلّم مِن شعب ضعيف يرى أُجَرَاءَه بل أُجراءَ أُجرائه وأَجِيراتهم يفعلون ما يشاؤون في ثرواته لأنفسهم و ذويهم وتابعيهم بإحسان أو بغيره ؛ إذ استبدل الرموزُ بِحُرية الرأي " لتولَّ ش ظاگو " وحبلُ كل شيء على غاربه ، فاختلط الحابل بالنابل وهلك الكراع والخف وبلغ السيل الزبى وأُكرم أشباه الرجال مخافة شرورهم حتى أصبح الرويبضة يتكلمون بلهجة قبلية وقحة إفكا وبهتانا على رؤوس الأشهاد ولا ردّ على أمثال هؤلاء إلا سلاما ؛ فالغني يزداد غنى وأتباعا والفقير يزداد فقرا وأتعابا ؛ و بِِغض النظر عن مَن لا يهمه ما بين رَجُلَ ( يْنِ ) ؛ يوشك شعب يُكرّر سرًّا وعلانية شتان ما بين اليزيدين و " لَزْ اخويمه وافريگ " وغيرهما من الأمثلة العربية والشعبية أن يستفيق !!