للأمانة....

أربعاء, 01/09/2021 - 13:12
الصحفي و المدون /محمد الأمين المحمودي

للأمانة،حين جلست الليلة بكل استسلام لقرار الشرطة،جلست كاليتيم الذي يتطفل جوعا على وليمة أعداء أبيه،انه وطنهم وليس وطننا،كنت أتأمل المارين، المكرمين بدون سبب، وأتأمل وجوه الجالسين على الرصيف منذ الثامنة وهم يتجرعون الاذلال عبر اكرام من مروا بعدهم بساعة وبدون أوراق،فتيات وفتية،سيدات وأشخاص من الذين لايعرفون أحدا..تحركت فيّ غريزة الانقلاب،تمنيت وأنا الناجح في امتحان ضباط الدرك قبل عقدين لو انني ماتراجعت، لأبطش الليلة بكل الآثمين أو أهلك!!
كان المفوض يجول بينهم،ويستقبل الهواتف ويستمتع بأداء عمله،وبين الفينة والأخرى يفرج عن شخص بعد ورود اتصال بشأنه،ثم ينظر اليّ مستفسرا في قرارة نفسه عني،من هو ياترى؟هل هو شخص مهم؟
السيارة لاتشي بذلك والسحنة مبهمة،أثر النعم يبدو عادة على صاحبه..مر الكثيرون ومنهم أصدقاء لي،لاصفة لدى أي منهم سوى أثر النعم.
تقدم المفوض باتجاهي قائلا: أنت عنيد،لماذا لم تعطهم المفتاح حين طلبوا منك ركن سيارتك.
قلت:لقد امتثلت بايقافها لكنني رفضت منحهم أملاكي،وهم لم يطلبوا الأوراق.
قال: ستبقى هنا.
قلت ساخرا: نعم سأبقى،أنا لا أعرف وزيرا ولاجنرالا ولاشيخ قبيلة،لكن لماذا لاتكون أنت سندي وقوتي فأنا مسكين.
قال: كيف؟
قلت:أرذل من أجلك،وأنحني اجلالا لك أمام الناس،وأمجدك في المجالس وأكذب بشأنك، وهكذا تشتهر أنت وأحصل أنا المواطن العادي على سند في هذه القرية الظالم أهلُها أهلَها..وأتصل عليك مرة بكل تبجح على جُلستي: المفوض، ثمة امرأة مجتمع جميلة اعتقلت فلتخبرهم ليفرجوا عنها..بهذا سأكون مهما عند البعض وان سفلت، وتبدأ أنت أيضا في الانتشار قبل وصولك الجنرالية.
قال:اتسع فم،ايلين نرجع لك.
بعد ساعتين من انتظاره،مرت سيارة من أمامي،توقف صاحبها: ماخطبك؟
قلت: مواطن معتقل لأنه لايعرف أحدا من علية القوم.
قال:أنا أعرفك،أين مفتاحك؟
قلت: معي
قال: انصرف
قلت لايمكنني ذلك،قال أنا الآمر هنا فانصرف.
واستدعى شرطيا، أخبره خبري، وهنا توجهت نحوه: والسيدات والأطفال؟
قال: سأفرج عن الجميع فهذا التجمهر في حد ذاته مجلبة لكورونا.
وفعلا،أفرج عن الجميع..وعدت الى البيت والحمدلله.