بنشاب: كنت أيام حكم الرئيس السابق، معارضا لنظامه، رغم ما اتسم به الرجل من شجاعة و جرأة أثناء حكمه. كنت اتفق معه في هدم كل التابوهات المحرمة التي وضعتها نخبنا العسكرية و المدنية لتكون حدا فاصلا بين سقف أحلامنا و طريقة تفكيرنا.
سقطت الأقنعة و لم يسقط التآمر بالنوايا، و ظل ولد عبد العزيز يقاوم و ظل الخونة يشاغلوه بالتملق و النفاق إلى آخر لحظة له في الحكم.
حارب الرجل بأحلام الفقراء، لكن سيوف الغدر لم تمهله و هو يسطر صفحة ثانية من تاريخه السياسي.
سأظل أحترم هذا الرجل بوصفه رئيسا سابقا لبلدي، و سوف أبقى على العهد لأنه كرمنا بمواقف و إنجازات لا ينكرها إلا جاحد مثل فرقة السرك التي كانت ترقص في المهرجانات و تخطف الأضواء و تطبل و تزمر للمأمورية الثالثة و تلعب على كل الحبال رغم ما تدعيه من قيم الشرف و الرجولة.
و لن يسقط الرجل من عيني، بل سأظل أعزه و هو داخل عرينه الذي اختاره لنفسه، فليس السجن مذمة إذا كان دفاعا عن حقوق و مكتسبات.
لقد عرفت ولد عبد العزيز، قائدا شجاعا و صنديدا جسورا لا يهاب الموت، و احتراما لعهد قطعته على نفسي لك، لا يسعني في الأخير إلا أن أحيي صمودك و صبرك على الآذى و ما ضاع حق وراءه مُطالب.