الغصب بالحفارة....!!!/ محمد الأمين سداتي

خميس, 20/05/2021 - 00:21

بنشاب: ذكرت بعض التقارير التي صدرت في وقت سابق عن قضاة التحقيق في ملف عشرية الرئيس السابق أن القضاء الموريتاني وضع يده على ثروة طائلة للمتهم محمد ولد عبد العزيز وكانت من ضمن تلك المحجوزات حفارة (صرح بها المتهم نفسه في أكثر من مرة).

ولأن هذا الملف ذو علاقة بالقضاء ولا ينبغي الخوض فيه تحريضا ولا دفاعا حتى لاتتأثر أحكام القضاء إفراطا أو تفريطا، فقد أعرضت عنه منذ بدايته خوفا من إقتراف ذنب في حق المتخاصمين لادليل عندي عليه.

إلا أن موضوع حفارة الرئيس السابق -بغض النظر عن أحقيته في حيازتها- قد إستحضره سياق الموضوع ولا ضير عندي في الحديث عنها.

فبالرغم من طول فترة حكمه -نسبيا- لم نسمع يوما أن السيد محمد ولد عبد العزيز اغتصب أرضا بحفارته لصالحه أو لصالح أحد المقربين منه ولم تحدث أي مشاكل محلية بسبب النزاع على الأرض وما حدث من ذلك كانت تتم تسويته بما يرضي طرفي النزاع فيه.

تلكم هي حفارة عزيز المحجوزة….

أما حفارة وزارة المياه المتجولة في مقاطعة بومديد فلها سلوك مغاير !!
فهي تحفر لصالح قرية وتحرم أخرى مجاورة لها، تحفر في منطقة وعرة وبلا مؤشر مسبق لوجود المياه ويرافقها صهريج للتزويد بالوقود وكل هذا من مال الشعب وممتلكاته، ناهيكم عن عدم برمجة هذا النشاط مسبقا من قبل القطاع “الوصي” أو على الأقل بتلك الطريقة العشوائية التي حولت المنطقة إلى مغارة…
حفارة تبحث عن الماء لصالح مواشي الأشخاص ولاُيقبل لها أن تحفر لسقاية تجمع قروي كبير مجاور.

ورغم شبهة الفساد هذه إلا أنني لست معنيا بتجاوز ماذكرت عنها من مشاهدات وشهادات متواترة، غير أن أمرا آخر أجل وأخطر من كل ما ذكرته بخصوص تلك الحفارة، هو الذي لاينبغي السكوت عليه لما قد يترتب عليه من زعزعة سكينة المنطقة والعبث بعلاقات إجتماعية وجغرافية نسجها التاريخ منذ أمد بعيد، لذلك رأيت من واجبي التطرق له وكشف ملابساته.

فمع قدوم حفارة بومديد تنامى إلى مسامع ساكنة بلدية أحسي الطين أن شخصا نافذا ومقربا من رئيس الجمهورية قد أمر بحفر بئر إرتوازية لصالح “ابن عمه” في منطقة تعود “ملكيتها التاريخية” والإدارية لساكنة البلدية وهو ما أكده تعامل السلطات الإدارية حيث أنها لم تقدم أي دليل على أن الحفر ذو طابع عمومي تقيمه الدولة -المالك الأول والأخير للأرض- وهنا لايحق لأحد الإعتراض عليه، بل إن الإدارة أكدت أن هذا المشروع سيقام بالقوة ولصالح شخص نازح على المنطقة في السنوات الأخيرة.

وللتوضيح أكثر فإن هذا الشخص له سوابق عديدة في محاولة إغتصاب جزء من تلك المنطقة منتهزا فرصة إقامته كحارس لهوائي موريتل في منطقة “تمبزكري” التليدة إلا أن محاولاته كانت تتكشف في كل مرة وتبوء بالفشل.

فقد كان يدعي أنه يتحدث باسم حي مقيم ويعاني من شح المياه ويريد إقامة بئر على نفقته لصالح “سكان المنطقة” الإفتراضيين، وعند كل معاينة تقوم بها الإدارة في عهد الرئيس السابق تجد أن ستة عشر بئرا منتشرة في المنطقة لايستقيم معها مايدعيه هذا المحتال.

وهي بالمناسبة عقارات أقيمت على نفقة ملاك الأرض -لا من مال عمومي- إحياء لها وتوفيرا لمياه الشرب لصالح المقيم والبادي من أهل النجعة وما مُنع السقاية منها أحد يوما وما ذلك من شيم أهلها.

وفي الختام هذه قائمة ببعض الآبار الموجودة في المنطقة والتي لايفصل بين البئر منها والتي تليها أكثر من كيلومترين، وهي لعمري مسافة تسير فيها البرمادة لاتخشى الظمأ.

– بئر آوداش
– بئر أهل محمد لعلي
– الجنيد
– بوفكيرين
– اطريعه
– اتياهيت
– تزهريت
– لمزيمت

….. هذه مجرد نماذج من تلك الآبار الستة عشر عدًّا ولم تسعفني الذاكرة في إحصاء بقيتها وهي قائمة لله الحمد وقد جعلها الله غوثا لكل من مرّ أو أقام.

محمد الأمين سيداتي