بنشاب/: بصفتي أحد أساتذة التعليم التقني في مجال الصحة طالعت أوراق اسئلة امتحان اكتتاب ممرضي الدولة وامتحان اكتتاب القوابل في العشرين من مارس عام 2021 واسئلة امتحان اكتتاب الممرضين الصحيين الاجتماعيين في الواحد والعشرين من مارس 2021 وخرجت بالملاحظات التالية.
*أولا من ناحية الشكل*
1- لا تظهر على أي من ورقات الامتحان رأسية تعبر عن الجهة التي صدرت منها.
2- لا تحمل أي من ورقات الامتحان شعار الجهة التي صدرت منها، مع أن اللجنة مؤسسة وطنية ذات شخصية اعتبارية متكاملة الأركان.
3- لا تحمل أي من ورقات الامتحانات أي تاريخ يُميزُ لا يوم ولا شهر ولا عام الامتحان وهذا استشكال يمكن الوقوف عنده من الناحية الإدارية على الأقل شأنه في ذلك شأن النقطة الموالية.
4- يغيب عن كل ورقات الامتحانات مفهوم الترقيم التسلسلي للوثائق وبما أن لجنتنا الموقرة لجنة مسؤولة عن كل مسابقات اكتتاب عمال الوظيفة العمومية وذات طابع استمراري كان من الأجدر بها أن تُرَقم وتُؤَرشِف كل وثيقة تصدر عنها.
*ثانيا من ناحية المضمون*
التقويم (الامتحان) في مجملة عملية حساسة بغض النظر عن شكلها نظرا لما يتوقف عليها من حقوق للمشارك فيها من جهة، وما على المشرف عليها من واجبات من جهة أخرى، يكون الأمر أكثر حدة وأكبر ثِقَلا إذا كان التقويم يُشكل مسابقة.
وللتقليل من حدة الأمر والتخفيف من هامش الخطأ فيه كان لزاما على علماء التربية أجاد حلول للوضعية فخرجوا بإعتماد مفهوم سموه “مفهوم موضوعية التقويم” وحددوا له معايير تجسده على أرض الواقع نذكر منها.
1- يجب أن يكون أي سؤال في أي تقويم يحوي في بنده على أداة استفهام، وطلب يوضح بجلاء وتحديد للمشارك في التقويم ماهو مطلوب منه، ويمكن المشرف على التقويم من وضع شبكة تقويم غاية في الدقة يمكن لكل شخص حيادي أن يصحح الامتحان على أساسها.
2- يجب أن يصاغ السؤال بحيث تكون الإجابة المطلوبة من المشارك في الامتحان قابلة للقياس بدقة عالية وبدرجات مختلفة تتدرج من لا شيء إلى أعلى درجة ممكنة، بحيث لا يضع المشارك أيَّ إجابة إلا ووجدت درجة مناسبة على شبكة التنقيط مما يمكن من ترتيب المشاركين ترتيبا استحقاقيا غاية في الدقة .
3- يجب أن يكون كل سؤال من التقويم موضوعا بطريقة تنفي عنه التأويل وعديد أوجه الفهم بحيث يتساوى المشاركون في تأويله على النحو الذي يريده واضع السؤال.
ولمراجعة هذا المفهوم انطلاقا من المعايير الثلاثة السابقة نأخذ امتحان اكتتاب ممرضي الدولة كمثال ولنقس ما قيل على ما لم يقل.
يتكون الامتحان من أربعة اسئلة تغيب صيغة الاستفهام وصيغة الطلب عن أثنين منها.
وتغيب صيغة القياس عنها جميعا، مثلا في السؤال الأول طلب من المشارك ذكر مضاعفات نقل الدم فإذا تجاوزنا أن – مضاعفات نقل الدم نوعان : آني (عاجل) و متأخر (آجل) وبالطبع لم يحدد السؤال اي النوعين هو المطلوب – لنفترض أن أحد المصححين قابله مشارك أجاب بأربع مضاعفات صحيحة وأعطاه العلامة كاملة وظل يواصل عمله علمه على ذلك المنوال وفي الغد قابله مشارك أتى بخمس مضاعفات صحيحة فكم سيعطيه من العلامات؟! لقد كان من الأجدر تحديد معيار تقاس به قابلية الإجابة للقياس.
في السؤال الثالث من نفس الامتحان والمتعلق بإرتفاع الضغط الشرياني يقف المشارك حائرا فهو لم يطلب منه ما يفعل ولم يؤمر بشيء ولم يحدد له ما يفعله مع الاعراض وزادت حيرته بخلط مفهومي الاختلاطات والمضاعفات فهما مختلفان تماما في الدلالة والتدبير.
نفس شيء يطالع المشارك في الامتحان والمطالع له عندما يصل إلى السؤال الرابع، ويزيد الأمر حدة عند أسباب قيء الدم فقيء الدم له سبب واحد فقط وإن تعددت العوامل المؤهبة له.
استاذتي الكرام في اللجنة الوطنية للمسابقات أنتم قطعا أدرى مني بالموضوع لكن المؤمن مرآة أخيه. والهدف من وراء كل هذا هو الإسهام في تطوير وتحسين عمل لجتنا الموقرة، وكما تعلمون أن النقد هو أساس تصحيح الوضعيات وأنه لا يعني الإنتقاد.
وفي الأخير
1- لتجنب اشكال تسمية مادة الامتحان بالمادة المهنية التي قد تسبب تسميتها تشتيت فكر المشارك أرجو أن تسموها في قابل مادة فنيات العناية التمريضية
Techniques de soins infirmiers
2- مهنية القبالة: القابلة تجمع على قوابل وليس على قابلات.
الأستاذ محمدن منيرا
أستاذ في تقنيات الصحة.