المنمون فى مالى: رعاتـنا انقطعت بهم السبل ونطالب الدولة بإيصال الغذاء اليهم...مقابلة

خميس, 09/04/2020 - 07:40

فى إطار سعيها لاستجلاء أحوال وظروف المواطنين أينما كانوا، وتنويرا للرأي العام حول الظروف التى يعانيها المنمون الموريتانيون هذه الأيام فى الأراضى المالية، أجرت وكالة الرائد الإخبارية مقابلة مع السيد محمد ولد أحمد أحد المنمين الموريتانيين، الذين ألجأهم نقص الأمطار فى بلادهم هذه السنة إلى الانتجاع فى مالى.. وهذا نص المقابلة:

سؤال: ماذا عن ظروف المنمين الموريتانيين هذه الأيام فى مالى؟؟
جواب: بسم الله الرحمن الرحيم.. أود فى البداية أن أقول إنني أتحدث باسم المنمين الذين ينتجعون فى غرب الشقيقة مالى بالقرب من منطقة تناها الموريتانية. وهذه المنطقة ينتجع فيها غالبا المنمون الآتون من ولاية لعصابه، إذ لكل منطقة حدودية حدودها ومحيطها الجغرافي الذى تلجأ إليه فى فترات الجدب. ونحن هنا فى منطقة تسمى "الظلعه" أرض أولاد لغويزى.
وللاجابة على سؤالكم أقول إن الوضع الحالى صعب جدا بالنسبة لنا إذ تم إغلاق الحدود بشكل مفاجئ وغير مرتب. فنحن هذه الأيام يتصل علينا الرعاة مهددين بترك ماشيتنا إذا لم نأتيهم بالزاد وهم محقون فى ذلك لأنهم فى منطقة نائية عن الأسواق ولا يمكنهم الصبر على الجوع إلى ما لا نهاية. أنا وبعض زملائي موجودون فى موريتانيا واتصلنا على القادة العسكريين المرابطين على الحدود وطرحنا عليهم المشكلة فامتنعوا من السماح لنا بتوصيل الزاد لرعاتنا.
اتصل بعضنا على والى لعصابه أمس وما زلنا فى هذه الوضعية.
س: ألا توجد فى المنطقة التى تنتجعون فيها أسواق يلجأ إليها رعاتكم؟؟؟
 ج: بعيد من ذلك.. المنطقة التى ترعى بها ماشيتنا منطقة رعوية شاسعة، وبعيدة جدا عن المناطق التى يتواجد فيها الماليون.. لا يوجد "اكصر" ولا مدينة مالية فى منطقتنا، ولا جندي ولا مزارع.. منطقة رعوية فقط.
س: كيف تتعاملون مع حرس الحدود المالى:
ج: لا وجود لهم فى تلك المناطق ..
س: من يحرس الحدود؟
ج: القوات الموريتانية فقط.. هي وحدها التى المتواجدة على طول الحدود.
س: ماذا عن تلك المنطقة من حيث المرعى؟ وهل أنتم بحاجة إلى العلف؟؟
ج: المنطقة من حيث المرعى جيدة. لكن المواشى عندنا متعودة على العلف، ومرعى تلك المناطق لا يكفى وحده، فلا بد من شراء الأعلاف.
س: أتنم فى تلك المناطق تشترون العلف من موريتانيا أو من مالى؟؟
ج: فى الحالات العادية نشتريه من موريتانيا ومن مالى فهناك أعلاف تصنع محليا فى موريتانيا جيدة نفضلها فى أغلب الأوقات طالما كانت متوفرة.
أما الآن فما زالت الصورة غامضة فنحن أغلبنا متواجد حاليا فى موريتانيا وما زلنا لم نستطع إيصال الزاد لمجموعة من الرعاة انقطعت بها السبل... "والا الله يلطف".
س: أنتم الآن ماذا تريدون من الدولة؟ وكيف ترى الحل؟؟
ج: نحن الآن نطالب الدولة بفتح نقطة عبور بقرية تناها تشرف عليها قوة متمرسة تسمح لأصحاب المواشى بالعبور إلى مواشيهم وبتوصيل احتياجاتهم وفق خطة محكمة تضمن عدم فتح الحدود أمام المهربين والمهاجرين، وتراعى ظروف المنمين فى هذه الفترة الحرجة. فالمنطقة توجد بها آلاف الرؤس من الإبل والبقر والأغنام وكلها ثروة موريتانية والبلد بحاجة إلى ثرواته.
ولا يفوتني هنا أن أثمن الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدولة الموريتانية لحماية شعبها من تفشى وباء كورونا. والتى يجب على كل مواطن مخلص أن يثمنها ويساعد فى توطيدها.
وكالة الرائد: نشكركم.
 

                                       أجرى المقابلة: أفلواط ولد الداهى