
بنشاب : في زمن تتقاذفه الرياح بما تحمل من فتن وتشويشات، يظلّ الثابتون من الرجال والنساء على العهد كالنجوم في سماء صافية: لا يذبُل بريح، ولا يخبو بظلام. هؤلاء هم أنصار الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، الذين اختاروا الصمت في مواطن الصخب، والثبات في مواطن الاختبار، دون تفخيم أو تزييف، بل بصدق التجربة ونقاء القصد.
لقد عرفوا أن الوفاء ليس شعارات تُرفع، بل أفعال تُثبت. ففي صمتهم، قوة، وفي وقوفهم، صرامة. لا يلهيهم المدح عن الحق، ولا يشغلهم الإطراء عن الصواب. هم كما الجبال الصامتة التي لا يهزّها زلزال الكلام الفارغ، ولا تحرفها رياح الطمع أو الشك.
في كل موقف، يظهر الدليل: يقفون حيث يلزم الوقوف، لا يبحثون عن مكان تحت الأضواء، ولا عن مساحات تُملأ بالأقوال. هم كالمداد الذي يكتب الحقيقة في دفاتر الزمن، دون زخرفة، دون مبالغة، دون مزايدة.
هؤلاء الأنصار، رجالاً ونساءً، صنعوا بصمتهم حضوراً، ونثروا وفاءهم إرثاً، دون حاجة لإعلان أو تمثيل. كل فعل منهم رسالة، وكل صمت منهم بيان. هكذا يظل العهد حيًا، لا يُمحى بالزمن، ولا يُشوه بالأقوال الفارغة.
فالوفاء، حين يكون صادقًا، لا يحتاج إلى زخرفة، والحق حين يثبت لا يحتاج إلى شهود. أنصار الرئيس السابق، برغم كل التحديات، ظلوا منارة صافية في مسار العهد، وأيقونة صامتة في بحر الاختبارات. صمودهم يُدرّس، وثباتهم يُحتذى، وصدقهم يُكتب في ذاكرة الزمن، كأحد أرفع صور الولاء، وأصدق معاني الانتماء.

