إن ناقوس الخطر قد عاد يدق بصوت أعلى من ذي قبل، محذراً من وباءٍ خطير يتسلل إلى أركان بلادنا في جنح الظلام، متمثلاً في تلك المخدرات الفتاكة التي لا ترحم.
لقد كانت الرقابة المحكمة وإغلاق الحدود، في العقد الماضي، سدًّا منيعًا في وجه بارونات المخدرات الذين طالما ترقبوا فرصًا لاختراق أرضنا، غير أن تلك السموم، التي هربت مراراً عبر المنافذ المغلقة، عادت اليوم تبحث عن ثغرة جديدة.
إن البعض يخطئ حين يعتقد أن المخدرات مجرد عبور إلى دول أخرى عبر البحار والمحيطات التي تفصلنا عنها، دون أن تترك أثرًا في بلادنا.
الحقيقة المؤلمة أن هذه السموم لا تعرف الحدود؛ فإذا ما أُغلقت أبواب البحر والبر أمامها، فإنها ستصنع لنفسها سوقًا محليًا بيننا..
وما أخطر هذا السيناريو الكارثي، إذ يصبح أطفالنا وأجيالنا هم الضحايا الأوائل في هذه الحرب الخفية، التي لا تُراق فيها الدماء إلا ببطء، بل بتدمير العقول والأرواح.
وما يعزز هذه المخاوف، تلك الكميات الكبيرة من الكوكايين التي ضبطها الدرك المغربي مؤخراً على حدودنا، والتي عبرت طول أراضينا دون أن تُكتشف.
كيف لهذه الكميات الهائلة أن تمر دون أن تُكشف، ودون أن نرى توضيحًا أو بيانًا من الجهات المعنية يوضح للرأي العام ما حدث؟..
هذا الصمت المريب يعمّق الجراح، ويتركنا في حالة من التساؤل والقلق.
والأغرب من ذلك كله، أننا لم نلحظ أي تغيير في عناصر الأمن المسؤولة عن تأمين حدودنا، ولا حتى تبديل الكلاب الكاشفة..!!
أين المحاسبة؟..
وأين الاستجابة السريعة للتصدي لمثل هذا الخطر الداهم؟.
إننا في مواجهة مع عدو شرس يتطلب منا الحذر واليقظة والعمل الدؤوب، حمايةً لأبنائنا وأرضنا ومستقبلنا.
واليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحن مطالبون بأن نكون الدرع الحصين في وجه هذه السموم، وأن لا نسمح لها بأن تنمو في تربتنا، فتغرق مجتمعنا في مستنقع لا خلاص منه.
-سيدي عثمان ولد صيكه