بنشاب : وأخيرا، خرج علينا القاضي بحكم سياسي معلب وفق مقاس النظام، وضرب في الصميم، هبة القضاء وحياده وعدله، وسلك بالقضاء مسالك السياسة في أخبث وقفاتها وأخبث طرقها التصفوية والجهوية والقبلية والسياسية.
خرج علينا القاضي وهو يجر أذيال الخيبة والهزيمة، أمام أوضح الملفات في كل صفحة من صفحاته.
أطال فصول المسرحية التي كتبها الرئيس غزواني، وفصل ولد احويرثي فصولها، وتولى ولد بيه شخوصها وأبطالها، ومع هذا كانت سيئة الإخراج، وضعيفة الحبك، وأكثر من ذلك وهذا ما يؤسفنا ويحز في أنفسنا، قصفت بهبة القضاء ومستقبل العدالة واحترام الدولة.
أسقط القاضي مرغما وقد أغمض عينين وسف: عدم الاختصاص، وهذا سيفتح فوضى في القضاء مستقبلا، وأسقط المادة 93 وسيحتاجها كبيرهم الذي علمهم السحر إن عاجلا أو آجلا.
خمس عجاف، والدولة تصرف من صرف مال الخزينة على مهزلة، بدت واضحة في أول فصل من فصولها، استهداف سياسي عدائي للرئيس محمد ولد عبد العزيز ومحيطه الاجتماعي بأنذل الطرق وأدناها، وأفشلها سياسيا وفكريا، في مهزلة تاريخية، لا يزاولها إلا الفاشلون والمحبطون، الذين دفعتهم مركبات النقص والشعور بالإحباط في كل شيء ينفع الوطن، إلا الكيد والدسائس.
وجاء الحكم مفصلا على مزاج الرئيس غزواني الذي كان غائبا غياب الخاضر، مختبئا وراء استقلال القضاء في لعبة الأغبياء، مستهدفا محمد ولد العزيز، مخافة أن يكون بوا له، فكان بوا لغيره على أسوإ طريقة.
الكل خرج السجن الليلة إلا الرئيس محمد ولد عبد العزيز، مثلما خرج 317 الملف الابتدائي، ومنع محمد عبد العزيز من حقوقه المدنية، لاستبعاد المنافسة، وصودرت ممتلكاته،بعد تبرئته من جميع التهم (لا فساد، لا رشوة، لا تبديد لممتلكات الدولة، لا استغلال للنفوذ، لا منح لامتيازات لا إخفاء لعائدات، لا نهب لمال الشعب ...) أي كل التهم التي دار حولها المنافقون، وشرف لعزيز أن يرغمهم رغم كيدهم على هذه الاعترافات، ببساطة، التهم التي يجب أن تكون محل إدانة المتهم، والإبقاء على تهمة الثراء غير المشروع (وهذه جريمة يتخملها غزواني)، وغسيل الأموال الكاذبة، وهذه سقطة تناقض فضحت القاضي، فتهمة الغسيل كانت موجهة عبر هيئة الرحمة التي تمت تبرئتها ورفض الدفوع المقدمة حولها.
لا يهم، لم يتغر شيء، فبراءة محمد ولد عبد العزيز تأكدت، وفشل النظام وخبثه واستهدافه تأكد أيضا، وهبة القضاء وعدله كانت ضحية في المؤامرة، ومناصرو عزيز وداعموه تضاعفت أعدادهم واتقدت جذوة النضال المستمر فيهم، معلنين إحباط النظام وفشله وتدهور أحوال الوطن والمواطن في فترته، وساعين لإسقاطقه وتلافي ما بقي من خراب ودمار مارسه غزواني وأتباعه من المنافقين والمتملقين والخائنين، وهذه حقائق يدركها الكل ويتجاهلها المنافقون والمنتقمون، واللاهثون خلف شراء ذمم في المزادات العلنية، وموريتانيا باقية وستبقى مهما كمموا الأفواه واستأجروا الأقلام، وليخرجن الأعز منها الأذل، صاغرا يجر أذيال خزيه وعاره، والعزة لله ولرسوله وللمومنين الصادقين.