بنشاب : لم نتفاجأ بأن المحاكمة مجرد مسرحية و لا بد للمسرحية أن تنتهي، و أنها مؤامرة تستهدف الرئيس محمد ولد عبد العزيز فرضها النظام بمكره و ميده، و بمباركة المنافقين والمتملقين، و أن الحكم جاهز يوم بدأ التفكير في نص المسرحية و شخوصها، و هو تحييد الرئيس محمد ولد عبد العزيز عن الساحة وعن الفعل السياسي، وتأديبه حتى ينسجم ورغبات الفاشلين.
وكان انسحاب هيئة دفاعه انسحابا موفقا، لأنهم يرون أمرا واقعا ولا يريدون أن يكونوا جزء منه، فأرادوا أن ينكشف الوجه الحقيقي للمحكمة وأن تتبين الصور الرمادية التي ظنها البعض يوما صورا مشرفة لعدالة نزيهة، لكن المستتر بالأيام مكشوف لا محالة، فتوقيفهم لمتابعة استنطاق الرئيس محمد ولد عبد العزيز على أمل الرجوع له ورفضه في النهاية فضيحة مكشوفة، ودالة بسطحية وسذاجة على تنسيق خفي بينها وبين الجهاز التنفيذي، الذي كان وقتها يراوغ بالتسوية عبر أصدقاء وحلفاء للرجلين، كان الهدف منه ذر الرماد في وجه عزيز حتى لا يقول كل شيء، و لما تأكد وقف استنطاقه، غُلقت منافذ حوار التسوية، كنموذج من أرقى نماذج الخداع والمراوغة، هذا سبب لرفض المحكمة لبقية استنطاق الرئيس عزيز، الأمر الآخر،هو رفض الشهود، و هذان حقان يضمنهما القانون للمتهم، فلا يرافع في قضيته حتى يستكمل استنطاقه، ويقدم شهود نفيه، و في هذه وقع تحايل، أوله رفض ذات الأشخاص مخافة إحراجهم واستبدالهم بآخرين، وثانيه رفضهم باعتبار الآجال القانونية، لعبة قذرة لا تكون إلا من الأطفال الطائشين، وإن صحت في الكبار، الذين يفهمونها ولكن لا حول لهم ولا قوة غير التوتر والانفعال الذي يتجنبونه عن وعي وإدراك ...
نعم يا قضاء الظلم ،ونعم يا نيابة المكر والتلفيق، ونعم يا وزير الظلم والسجون، نجحتم في كيدكم وغيكم، وبلغتم من السوء مبلغ الذي لا يخشى نفاد زاده من السوء والمكر، وبات حكمكم الظالم الجائر على الرئيس محمد ولد عبد العزيز قاب قوسين أو أدنى، ولكنكم تعلمون ويعلم الجميع، أن التهمة الوحيدة له هي الوطنية التي تفقدونها في صميم وعيكم المريض، وتهمته هي الانجازات التي فشلتم في تحقيق أدنى ما يحصل عليه، وتهمته في عزمه وشجاعته الذين لا تعرفون لهما طعما ولا تذوقا بفعل الاختلال في بناء الشخصية وبفعل كابوس الخوف الذي يطاردكم في نومكم وفي يقظتكم، وعلى حال، ظلمتم وآثرتم الظلم باسم الدولة وأجهزتهاوقواتها وقوات أمنها، ولكن ذلك لن يدوم ولن يستمر، وستظل لعنات التاريخ تطاردكم، وستشهد أجيال للتاريخ، وليس أقوال كبيركم الذي علمكم المكر وما تفرقون به بين البناء والهدم، ستشهد تلك الأجيال للله وللوطن، وللعزة وللكرامة، أن هذه الحقبة، مر بالبلاد رجل يبني والوطن ويخلق الرجال والآمال، ويدفع ذلك، ورجل يهدم الوطن ويخلقه المنافقون والمتملقون وفق هواهم، والتاريخ أحوال وأحوال .......