بنشاب : لا يختلف اثنان في الدور التعسفي الذي يمارسه لفيف محامي المكائد والأكاذيب، ولن أسميه محامي الدفاع المدني، فهذه كلمة كبيرة عليه، وتحمل من الهم والمسؤولية، يعجز مثله عن حملها وتحملها، ورغم اختلافهم في سلم التدريج في مهنتهم وفي ممارستهم، وما كشفت الأيام من سير بعضهم غير المشرفة، إلا أن زعيمين قادا هذا اللفيف بجدارة لخبرتهما في الأدوار الظلامية، أحدهما يتولى الكذب والإمعان فيه حتى صار (...) بمعنى الكلمة، وبمبالغتها، فهو يقول ما يخالف الحقيقة وهو يعلم - علم اليقين - أنه يخالفها، أما الآخر، فكان دوره دور مهرج بامتياز، يوزع الإساءات بلا حدود لأنه محمي بقوة النظام وليس بقوة القانون، وبناء شخصيته بناء يسمح له بممارسة الأدوار المتناهية في(...)، وكأنه يكمل بهذه الأدوار جهل القانون والشريعة إذا تكلم فيهما.
الخطير في تطور سير المحاكمة، هو أسلوب الرعاع الذي أصبح منتهجا، تارة من وكيل النيابة وطورا من لفيف محامي المكائد والأكاذيب، كقولهم: أنت أمس تتكلم بتباطؤ واليوم تتكلم بتسارع، فما سبب ذلك؟ ... وأنت أمس تبتسم واليوم عبوسا، وأنت تغير أسلوب كلامك كلما رأيت الرئيس محمد ولد عبد ينظر إليك؟
تفاهات يجيزها رئيس المحكمة رغم حرصه على الهدوء والوقار، بغض النظر عن تشدده مع دفاع المتهمين ووقوفه معهم على كل صغيرة وكبيرة، ورغم تغاضيه عن سقطات وهفوات لفيف محامي المكائد والأكاذيب، ولكن له العذر في ذلك، فهو على علم بالحماية التي توفر لهم وبتأدية الدور المسند لهم، من وزير السجون ووزير المكائد ورئيسهما.
على كل حال، لقد طالت المحكمة وتمدد زمنها بما يكفي لازعاج وإهانة المتهمين، واستهلك فيها من ميزانية الخزينة ما استهلك مما لا داعي له، لكنها كانت مفيدة لتتبين براءة الرئيس محمد ولد عبد العزيز من بين جميع الرؤساء الذين حكموا الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ولتبين أيضا عداوة الفاشلين والمفسدين لأطر تميزوا بالمهنية والكفاءة، فرب ضارة نافعة!...
لكن استفاد المحبطون والذين في قلوبهم مرض من حملة الإساءة على الرئيس محمد ولد عبد العزيز وهذا انجاز في وقت عز فيه الانجاز، ومكسب في حد ذاته.