بنشاب : حين كانت أبواب حرية التعبير مفتوحة على مصراعيها، وكان الكل يقدح في نسب و عرض الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، و يسب أهله، و قبيلته، وجهته، وموطن ولادته، وربوع نشأته، اعتبر الجاحدون حرية التعبير تلك حقا لا مكرمة.
و تبجح الحاقدون بالتلفيق، وتشجع الناقمون على العدوان، واتفق المزيفون على النزول للشوارع، و ضربِ صدورهم كغوريلات هائجة، على موائل التأجيج، ومنحدرات التخريب، ولم يدخروا صفة، و لا وصفا، و لا عبارة، ولا فرية، إلا وألصقوها بالرجل.
لكن ولد عبد العزيز كان واثق الخطوة، مهاب الطلة، مسموع الكلمة، عظيم الرفعة، عميق الرؤية، فما اسطاعوا أن يحكموه وما استطاعوا التأثير عليه، ومرة ظن المنافقون أنهم وجدوا فرصتهم، لهدم قلعة انفتاح العشرية من الداخل، فسارعوا بخبث، وسوء نية إلى ولد عبد العزيز، وقالوا له: لقد شبهك نائب تحت قبة البرلمان بالخنزير البري "عَـرْ" وهو تطاول على هيبة الدولة، و تدنيس لمقدسات البلد، وجرم كبير لا صبر عليه لضمائرنا المخلصة لنهجك، ولا جلد لقلوبنا المحبة لك عليه، وقد بدأنا _يا عزيزنا وقرة أفئدتنا_ التحرك لرفع الحصانة عن النائب، و مقاضاته، و جعله عبرة لغيره، فأجاب الزعيم محمد ولد عبد العزيز عزف نفاقهم ذلك، بنظرة شزر، مصحوبة بجملة أقسى على رقاب المنافقين من حد الحسام: ( اغلقوا هذا الموضوع ولا تحركوا ساكنا ضد النائب، انشغلوا بأموركم و انصرفوا إلى أعمالكم التي كلفتكم بها، فأنا من شبه ب"عرْ" وليس أنتم).
لقد كان ولد عبد العزيز على يقين من عدم انطباق رمزية “عر” على انبلاج شموخه، و إتراع فخامته، وسطوع حضوره، لذلك لم يحرك التشبيه في نفسه توجسا، و لم تعصف رياح التحسس بريش ثقته، فيغدو أمام الشعب عاريا، يستتر بما تجود به مروءة المنافقين، من أوراق صفراء، و حبرٍ سبيٍّ مستلب.
#بقوة_شعبها_موريتانيا_ستنتصر
Aziza Barnaoui