بنشاب : خطت المحكمة خطوات حثيثة نحو تسييس العدالة وكشفت عن تحيزها لرغبات النظام وبيادقه وكتائبهم من زمر النفاق والتملق، ففي خطوة خارجة عن القانون والدستور، وفي صورة يتجلى فيها التلاعب البين بمقتضيات الدفع والمرافعة، أغمضت المحكمة عينيها واستفت - على مضض وبمرارة - تجاوز المادة 93، وانتزعت الحصانات التي يوفرها الدستور، وصولا إلى مآرب النظام، وكشفا للحقيقة السياسية للملف، ولا نخشى عواقب ذلك، بل نستقبلها بصدور رحبة وتفهم لحقيقته ودوافعه، ولكن نأسف على سقوط قلاع العدالة وتهاويها ورضوخها للجهاز التنفيذي بوقع لا يتماشى وسموَ المقام ورفعته.
الآن، ننتظر - وعلى لسان صحافة النظام ومواقعه - تبرئة المتهمين، إلا الرئيس #عزيز، وانتقاء اثنين أو ثلاثة لتمرير وتسويغ ذلك الحكم.
يتضمن الحكم فترة سجن على الأقل، كافية لتحييد الرجل عن العمل السياسي فترة النيابيات والبلديات والجهويات وبكل تأكيد فترة الرئاسة في المأمورية الثانية، أو من يخلف من بلاط هذه الزمر.
وكنت تحدثت سابقا عن السيناريوهات الممكنة في سير المحكمة، وكانت هذا الإجراء قد تضمنته الفقرة الثالثة من هذا السيناريو:
٣- أن يغمض عينيه ويستف القضية كما يريدها الجهاز التنفيذ على مضض، فيحكم بما تداولته المواقع قبل صدوره وما يرغب فيه المناوئون للرئيس #عزيز، ليكمل المشوار السياسي كما بدأته النيابة وقطب التحقيق، وتدوم عملية التعطيل بسجن #عزيز حتى تنتهي المحملات الانتخابية والتشكلات السياسية وتستقر المأمورية الثانية في قرارها.
على كل حال، ينتهز الرئيس #عزيز هذه الفترة، ليرى الشمس والهواء ذهابا وإيابا نحو المحكمة، وهذ هو الجديد في المسرحية، رغم سوء إخراجها وفشل شخوصها في التمثيل.