بنشاب : في نهاية الأسبوع الماضي، تم إلقاء القبض على شخص يقوم بإحراق السيارات في مدينة انواكشوط، بعد ما تم الإبلاغ عن ثلاث سيارات التهمتها النيران مؤخرا على الأقل في نفس المنطقة.
أثبتت التحقيقات أن الهدف من إشعال السيارات كان استخلاص النحاس منها، لبيعه لتجار الخردة.
يبلغ متوسط كمية النحاس المستخدمة في صناعة السيارة حوالي 20 كيلوغراما، باحتساب نسبته في جميع المكونات (أسلاك توصيل الكهرباء، أنابيب الفرامل، الدينامو، مفتاح التشغيل، وأحيانا، المبادل الحراري "رادياتير" ) ويستحيل عمليا على السارق استخلاص نصف هذه الكمية.
يبلغ متوسط سعر سيارة المواطن العادي حوالي 3 ملايين أوقية قديمة، بينما يبلغ متوسط سعر كيلوغرام النحاس لدى تاجر الخردة 1000 أوقية قديمة، أي أن ملخص العملية هو :
احراق 3 ملايين أوقية للآخر، من أجل أن يحصل الفاعل على10 آلاف (أي استخلاص 0,3% من قيمة السيارة الفعلية، ما يعادل خسارة 300 ضعف الناتج)
هناك عملية مماثلة شائعة، تتمثل في حملات لتكسير عدادت الماء، في مقاطعة ما، لاستخلاص كمية ضئيلة من معدن مطلوب لدى تجار الخردة، ... وقس على ذلك.
لكن :
أليس هذا بالضبط ما يقوم به كبار الموظفين من ذوي المؤهلات العالية حين يتلفون في المهد مشروعا مكلفا لسرقة جزء من ميزانيته؟ حين يعطون الصفقة لمن لا يستحقها مقابل عمولة صغيرة ؟ وحين ينفرون مستثمرا أجنبيا، فينسحب من مشروع كان ينوي تمويله بالمليارات بسبب اشتراط رشوة زهيدة ؟
مصيبتنا ليست في كثرة اللصوص فحسب، بل في غبائهم.