بنشاب: تدوينة نشرها الألمعي الأستاذ أحمدو شاش منذ قرابة السنة و تعود و السنة و الحال كما هو لم يتغير شيئ....
إتهامات جزافا و اعتزال للسياسة من بعض الوجوه التي كانت يوما من أشد المدافعين عن نظام الرئيس السابق و سياساته...لينقلبوا رأسا 190درجة... و ليعودوا إلى الإعتزال و الخروج من تحت عباءة النظام الحالي.... فأي نخبة و أي ساسة هم هؤلاء ...
يستحق القراءة...
من أحمدو شاش الى ولد محم....
كثيرا ما أجد إحراجا في الرد على الذين مردوا على سنة التلون السريع، ويبلغ الإحراج مداه، إذاكانت أجوبتهم لا تتطلب سوى (نسخ ولصق) من ذاكرة جوجل، مهما تكيفوا مع التحول وتعليله ... لكن لمكانة بعضهم عندي لا تطاوعني نفسي في تركه كالسفيه.
ففي سابقة من نوعها، يطالعنا ولد محم بفن جديد من قلب المفاهيم الشرعية والقانونية وفق المزاج أو الجهل أو هما معا، ولا يشفع له في ذلك إلا استعجال الحصاد في استرضاء أطراف يتقرب إليها بالإمعاه في الكذب والتزوير على الرئيس السابق عزيز، الذي أطعم بعض من جوع وآمنه من خوف ...
فمسايرة لرغبات النظام وأعوانه، الذين أمسكوا بالمجرم وغدوا يبحثون عن الجريمة، كانت تدوينة ولد محم في هذا السياق، متجاهلا أن الأصل أن يقع عبء الإثبات على جهة الاتهام وليس على المتهم، فالبينة على المدعي قاعدة عامة، لا تحتمل التأويل ولا التلميح، ولا أدري كيف غابت عن ولد محم، إلا أن تكون قد لعبت به عابثات السياسة لطول عهد بالقانون ...
ليس هذا فقط، بل ضف عليه حيرتي وتساؤلي عن الذي أثار حفيظة ولد محم حتى يتكلف عناء الكذب والتهويل على غير عادة القضاء وأعوانه ...
زيادة على ذلك، فضول جامح ورغبة في معرفة الموقع الذي يتكلم ولد محم، فمن هو حتى يدرك ما يهمه من علاقة عزيز بغزواني، أو بمعاوية، أو سيد ولد الشيخ عبد الله!... ومن هو حتى يحدد أو يخمن ممتلكات عزيز؟ ... ما العلاقة الندية أو الودية التي جعلته يثير نصحه وإرشاده وإنذاره نيابة عن أطراف حاضرة وتمارس عملها، إلا أن يكون قد مسه الضر، فاستعجل، أو استبطن إعجابا بما حصده مدونو الذباب الإلكتروني من حظوة واهتمام ...
بعد قراءتي لهذه الإطلالة المبتسرة، وددت الإدلاء بالملحوظات التالية:
١- عن ثروة عزيز
تكلم ولد محم عن عزيز وكأنه سقط سقوطا مظليا في القصر الرمادي، وهذه حجة المترصد الذي يستبطن الشر، فلا تسعفه ذاكرته، ولا تنيره معارفه، ولا تسمو به أفكاره، ليخوض معارك الرجال بشرف وكرامة.
فمتى كانت القرائن أدلة يا فقيه القانون؟ ... وما علمك بثروة عزيز أو ثروة أبيه.
رغم ذلك، أعرف أنك تعرف مصدر ثروة عزيز، لأن الغبي المتغابي يدركها، فما بالك بالنبه المنتبه! ...
ألم تطلع عليها وهي مسجلة عند المحكمة العليا؟ .. أم اطلعت عليها وكاتمت نفسك على ما تجري به الموضة؟ .. أم أنك من الذين لا يحق لهم الاطلاع عليها، فغدوت تطفح على سنة المدونين المتهافتين، وهو مكان لا نرضاه لك ولا يليق بك؟ ...
ولأنير لك بعض تصورك:
أ- عزيز كان ضابطا وبأعلى رتبة في الجيش الوطني وفي زمن معاوية أطال الله بقاءه - قبل تسلمه الرئاسة، وكما تعلم من حملتك الانتخابية الأولى في البرلمان، كان المشرف عليها ماديا ومعنويا، إذ فرضك في مكان ما كنت بالغه لولا الدعم الذي لقيته.
ب- عزيز كان هو المشرف المباشر بطريقة أو بأخرى - على حملة المرحوم سيد ولد الشيخ عبد الله، وبلغ الدعم وقتها ما وفر كفائض ما يقارب 4,5 مليارا، لا استبعد أن يكون قد تقاسمها الثلاثة: سيدي - عزيز - غزواني.
ج- في بداية التسعينيات، كنت لقيت الرفيقين (عزيز وغزواني) في روصو وقد حظيا بقطعتين أرضيتين للزراعة؛ لا أراهما إلا وقد استثمراهاأحسن استثمار.
د- استفاد عزيز من حملتيه, ما قارب 20 مليارا، وعلى يقين أن الحملة تستهلك غير مليار أو مليارين، وقد أعطى منها لرفيقه مليارين، واستأثر بالباقي .. أولا يحق له امتلاكه والتصرف فيه؟ ..
ه- هيئة الرحنة، هيئة تتلقى المساعدات الخيرية من جميع الجهات
ألا يحق لمشرفيها ومسيريها الاستفادة لبعض حاجياتهم المعينة و الضرورية لاستمرار التسيير؟ ... ذرني والعفاف السياسي الذي صار كلمة حق أريد بها باطل، فكل موظف - إلا من رحم ربي - غارق حتى الودجين في الفساد والفساد المؤدلج، سواء الموظف والموظفة كما تعلمون، وهذه الحرب المفتوحة على عزيز هي فاتورة حربه على الفساد، التي يتجنب فيها حتى أقرب المقربين له، وحتى رجال الوجاهة والطود الطويل، وطبيعي ألا يسلم منها من (تبرلم) أو توزر، أو توظف بأي وظيفة أسندت له وإن كان نكرة قبلها وربما أثناءها ...
قد أتفهم جهلك بأصول ثروة عزيز، لكني استسيغ جهلك لذاتها، إذ خلقتك وشكلتك يوم دلفت رواق البرلمان في دور أديته بجدارة واقتدار، بموجبه غادرت ربوع الخلايا الاخوانية واكتفيت بالنشاط السري في جنح الظلام، وصولا لدور مزدوج قد لا تلام به، لأن كل طرف استخدمك فيه بطريقته وأسلوبه، سواء في الكتيبة البرلمانية التي تعلم من جانب، أو في الأنشطة الليلية مع قادة الاخوان وإن اتسم اللقاء بالصداقة والزمالة كما تبين في صالون مجلس الفتيان الاخوان.
٢- دائرة عزيز
لا تفوتني تلك المدالسة التي أمعنت فيها، إذ أقحمت الزوجة والأولاد والأقارب من الدرجةالأولى، وتجاهلت فيها - بوعي أو بدونه على الأرجح - النصوص الشرعية والقانونية، التي عرفتها أنا على جهلي المركب بالقانون، فكيف بعليم به من طرازك الرفيع؟...
فأي لا يجيز التملك والحيارة لقصر بالبالغين؟
ولماذا أقحمت الزوج - تدليسا - عن قصد وسبق إصرار وأنت تعلم أن لا دخل لها في الملفات المطروقة؟ ... كما تعلم أن شرطة الجرائم الاقتصادية وعملاء اللجنة البرلمانية، كلهم كانوا في بحث دؤوب عن أي شائبة أو شارة تخول لهم إدماج ملفها، حتى غدوا يدقون باب كل مؤسسة يسألونها عن شراكة وهمية مع السيدة!...
أما بالنسبة للأولاد، فأنت تتعمد تجاهل حلقة بين عزيز وأحفاده من المرحوم أحمدو نجل الرئيس عزيز ... لكتي أحيطك علما، أن هذا المرحوم كان من أوائل الشباب الذين استفادوا من عمليات التنجيم عن الذهب، وبموجب ذلك كون ثروة سمحت له بدخول شراكة في صيد السمك، ستكون هي التركة لأبنائه القصر، والتي عزيز بطبيعة عمله تسييرها ليتعهدها أحد الأقارب ... هؤلاء الأبناء الذين تكلمت عنهم.
أما أبناء فليس فيهم قصر ولهم الحق في امتلاك الأموال واستثمارها كأي مواطن وبطريقة شفافة ومسؤولة كما وجدنا وثقفنا.
أما الأقارب من الدرجة الأولى، وأنت تقصد تلميحا وتلويحا، صهره السيد محمد ولد أمصبوع.
لعلمك هذا الشاب، هو أول من أدخل (آريفاج) لهذا البلد بثروة أبيه يوم كان طالبا في فرنسا في الثمانينيات، ولعلمك كانت إدارته للأعمال وطموحه الرفيع أمور مكنته من إبرام الصفقات مع الدولة منذ 1994 ...
فهو كان قبل أن يكون عزيز بمستواه الذي تكلمت عنه.
أخي الكريم
أنا أربأبك عما وضعت فيه مما لا تستحقه عليك أو تستحقه أنت عليها، وأنصحك بالكف عن الركض في ركبان المدونين من الذباب الإلكترون، فكثيرة وسائل الترقي دون ذم عزيز أو خلق وظيفة وهمية تدغدغ شعور الصالونات وتحجز مكانا في الطابور.
قد اختلف معك برؤيتي أن الغايات تتكافأ شرفا مع أهدافها، لكن نختلف على الحد من الكرامة الذي يسمح لنا بألا نوغل في شطط الكلام ولد يسالولغوه، وإلا فيسعنا السكوت، خصوصا في لعبة سياسبة واضحة المعالم.