بنشاب : بينما تنعكس جميع مظاهر الهوان في كل مرايا الواقع، يُسخر نظام "المسحة الانتقامية" جنود ظلامه، من أجل مضايقة رئيس سابق، لم يكن ولن يصبح مثل باقي الرؤساء مهما حاولوا إدخاله في قوالب قمعهم الضيقة، المفصلة على مقاسات عقولهم الضامرة، و أخلاقهم الماجنة وادعاءاتهم الكاذبة الساقطة…
كما ترون في مقطع الفيديو، وخلف اللقطات آلاف الممارسات التي لم تصادف مرور أحد أحرار الوطن من أمام المنزل أثناء ارتكابها، ليخلدها بعدسته، كما خلد التاريخ لهذا النظام أكبر سجل فشلٍ عرفته البلاد منذ استقلالها.
بكل وقاحة و حقد و دمامة أخلاق يفتشون سيارات بنات الرجل و زوجته عند الدخول و قبل الخروج، تماما كما كان يفترض بهم تفتيش الأجانب الذين حطت طائرتهم قبل أسابيع في مطار أم التونسي الدولي و أخرجوا كالشعرة من العجين، دون خضوعهم للتفتيش الأمني و دون حصولهم على تأشرة دخول، وقبل استكمالهم إجراءات السفر الأمنية والقانونية في حادثة مرت دون تحقيق يقود المتورطين إلى السجن ولا حتى معاقبتهم.
يحرصون على مضايقة رجل أسس الجيش و أخضع رقاب الأعداء و دحر الجماعات الارهابية إلى أعمق نقطة من أراضي دول الجوار، حين كان أولادكم يذبحون كالماعز في عقر ثكناتهم لا يمتلكون سلاحا و لا وقودا و لا سيارات..
يشددون اليوم الحراسة على رئيس سابق معلوم المكان و الشجاعة، و هو العائد بمحض إرادته لمواجهتهم، و هو الرافض التقدم بطلب للرفع إلى الخارج وقلبه يتصدع مرضا، خوفا من أن يتهمه شعبه بمحاولة الهرب..
في الوقت الذي يعجزون فيه عن تأمين المواطنين الذين يتساقطون على الحدود بنيران وخناجر جيوش دول الجوار..
في الوقت الذي يتهاونون فيه مع تجار المخدرات و هم يوزعونها في الشوارع والحوانيت كما يباع الخبز و التبغ و أعواد الثقاب..
كذلك في نفس الوقت الذي يبقون فيه على مجرمين من أكبر تجار المخدرات في منزل خارج إطار القانون، يرفضون إيداعهم السجن لمدة أشهر حتى تمكنوا من الهرب و لم يتحركوا لاعادة القاء القبض عليهم، كل ذلك لايهم ! فتركيز نظام المسحة الانتقامية منصب على استهداف الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، حتى ترضى عنهم البالونات والبارونات و حتى يصدقوا نبوءات الببغاوات التي يتخذون منها واجهة سياسية.
بئس القوم الجاحدون!
بقلم الكاتبة و المدونة / عزيزة البرناوي