بنشاب: قال الله تعالى""ثم بدا لهم من بعد ما رأو الآيات ليسجننه حتى حين""
كان هدف اللجنة التي فيما يبدو لم تعد بعدَ شهادات فتسريبات ثم صوتيات واستدراكات ملكية أكثر من الملك ؛ كان هدفها واحدا وحيدا ومحددا : الإيقاع بالرئيس السابق بأي معلومة أو أي طريقة شرعية أو قانونية أو حتى شبه مقنعة أو لاهية للرأي العام الوطني والدولي ولو بشكل مؤقت ؛ فاستدعت كل محيطه ومقربيه وداعميه ماديا أو معنويا ثم مَن عمل معه ومن عمل مع من عمل معه ، وهلمّ جرا ؛ فأغرت وساومت وقايضت وتوعدت وهددت بطرق مباشرة وغيرها ووعدت ومنّت ثم زادت فنقصت وأضافت وأعفت ثم أحالت كل ذلك إلى السلطات التنفيذية والقضائية وحتى السلطة الرابعة ؛ فبدأت الأولى في المضايقات والإحالات والاعتقالات والثانية في التأويلات والمداولات والتلفيقات والثالثة التي هي الصحافة في الإشاعات والمزايدات والمبالغات والشماتة والتشفي ؛ كلٌ بالتزامن يأخذ من بعض ويعطي بعضا ؛ أربع سلطات تصل الليل بالنهار فتسير متزامنة في الاتجاهات الأربعة بآليات متفاوتة وأولويات مختلفة وتخصصات متنوعة ؛ يشد بعضهم بعضا لِغاية واحدة ؛ غير أنهم وبقدرة القادر وفضله وعدله يلتقون عند باب واحد يسدّه تحدّ لا يزال قائما ولمّا يقبلوه بعد ؛ فكان لزاما أن يُسجن صاحب التحدي ؛ فبالرغم من أن هؤلاء الباحثون عن خطئ ما ، وهو غير معصوم طبعا : اتهموه بتهم كالجبال ووصفوه بأوصاف تقتل الرجال ؛ لكنهم سجنوه لأنهم أمروه بالتوقيع ثم ضايقوه راكبا وراجلا تمهيدا لسجن تعسفي في الأشهر الحرم يعلمون أكثر من غيرهم أنه أعقد من ذنب ضب وأنهم لن يستمروا ما استمر !!