بنشاب : خفتت الأحاديث المشروخة عن تركة ثقيلة ورثها النظام الحالي عن العشرية السوداء، و طفت هزائم العجز على سطح الواقع.
الفضائح التي لم تسترها يوما إلا رزم الرشوة التي سيج بها المنافقون و الخائنون فأغمضوا أعينهم عن الحق طمعا في منفعة الباطل.
حيث أصبحت وقاحة محاسبة الفساد و استرداد الأموال المنهوبة خنجرا مسموما يهتز من حين لآخر في جسم نظامٍ التهمته شيخوخة العجز المبكرة، فمظاهر الفساد الإداري الذي غمر بالزبونية و القبلية والجهوية كل المرافق العمومية و القطاعات الحكومية أجهض حلم الإصلاح وأفلس إعلان التلميع، كما أفشل الفساد المالي المنتشر في جسد موارد الدولة كل الحملات الاشهارية التي صرفت عليها ميزانيات ضخمة في سوق سوداء لم يسلم من إغرائها وفتنتها إلا الذين اصطفاهم الله بالمبادئ لنصرة الحق.
فحين نرى أرقام صفقات التراضي ونفخ الفواتير و جثث خدج المشاريع و مئات القروض والصناديق التي ابتلعها ثقب الفساد الأسود ندرك أننا نعيش تداعيات نكتة مبكية صاغها الثقلاء بقواميس المهرجين و قسم للأحرار البكاء و للجبناء الصمت والمحاباة.
و ها نحن نحصد بعد انتخابنا لفخامة الرئيس محمد ولد الغزواني، الذي تعهد بكل معقول ومستحيل، توجيهه الطلبات والتمنيات وتجديده التعليمات لحكومة ومسؤولين يشكل كلٌّ منهم قطبا به كل المقومات التي يحتاجها تشييد دولة مستقلة: خلية اعلامية خاصة، كلاب بمختلف "الأحجام"، ميزانية مستقلة، وظائف ونفوذ قوي، صلاحيات مطلقة بالتصرف والتسيير وغياب الرقيب و عصا المحاسبة والتفتيش!!
في حالة كهذه لا تستغربوا أن يتحدث فخامة الرئيس عن اختلالات شابت تسيير صندوق كورونا و اختفاء عشرات الملايين منه ثم لا يفتح تحقيق في الأمر و لا يحاسب مسؤول على جرائمه..
لا تتصنعوا التعجب من عدم تقدم الأشغال في المشاريع التي دشن رئيس الجمهورية و استهتار الحكومة ولا مبالاتها بهيبة الدولة التي يمثل منصب الرئيس أهم رموزها، و الذي تهجر المشاريع التي دشن و لا ينجز أي من تعهداته سوى التلميع و إجراء لقاءات كرنفالية لحث البعض على التزام الصمت، واعتقال كل مخالف والتكميم الجائر للأفواه.
لقطات الشاشة المرفقة لمدونين خرجوا عن الصمت وتحدثوا عن الفساد.