بنشاب: يوم كانت إنجازات العشرية تحاصرهم من كل الجهات، كانوا ينددون بما يستسقون السماء من فشل، فكانت عادتهم كلما كثرت النجاحات دعوا ثبورا كثيرًا، وكم عذبتهم العشرية بأيادي الاصلاح وسواعد البناء!
إن الذين مارسوا جميع طقوس الرفض حتى ابتدعوا أسلوب الاحتجاج على ما يتضرعون إلى الله لوقوعه من كوارث، لاحراج النظام وتلطيخ وجه الوطن، أمام ضيوفه، يسكتون الآن عن فضائح الفساد وتقاعس الإدارات عن القيام بمسؤولياتها، نفسهم من التزموا الصمت عن تجاوزات النظام و يبرر بعضهم اليوم الكارثة التي ألمت بمدينتنا الاقتصادية نواذيبو و تراخي تعامل الحكومة مع مخلفاتها.
لا شك أنكم تتذكرون من ضحكوا حتى لامست حلمات آذانهم حلوقهم عند ما انقطع التيار الكهربائي عن مؤتمر يحضره الرئيس السابق! هم من يطبقون اليوم شفاههم ويعضون بنواجذ التخاذل ألسنتهم الطويلة عن معاناة الشعب من الانقطاع الدائم للكهرباء في معظم مدن البلد، و يبتلعون ريق خيانة الشعب الذي بح صوته وهو يستجدي قطرات ماء يدفع فواتيرها من عرق قلبه.
ثم الذين كانوا يشكلون رأس حربة الدفاع عن ولد عبد العزيز أثناء حكمه _وهو يذرو في وجوههم نظرات الشزر والدونية _ ها هم يشكلون _بكل وقاحة_ قلب وميمنة وميسرة خميس من يهاجمونه!!
كيف سيثق الشعب الموريتاني خلال الحملات الانتخابية القادمة في من سيحملون شعارات مآسيه ويدعون حمل قضاياه المزمنة؟! كيف سيثق فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني في موالاة قوم يغيرون مواقفهم بأزرار مصالحهم و يتلونون بانسيابية كتطبيقات تغيير الصوت في الهواتف الرديئة؟!!