إن يمنعوك أشعة الشمس، فلن يضمد ذلك حروق شمس حضورك، التي أنزفت ضمائرهم..
فأنت الشمس التي التهمت حضورهم الظلي..
إن يمنعوك الرياضة، فقدم نفاقهم لك على أعناقهم الدقيقة، إلى أن تحتضنهم مقابر التاريخ، غير مغفور لهم ولا مأسوف عليهم..
إن يمنعوك التمشي فآثار حذاء محاربتك لفسادهم، وشم على وجوههم ..
إن يمنعوك الاتصال بالعالم، فكل خطوطهم الكاذبة معلقة في وجه الإثبات و الحقيقة..
إن يمنعوك زيارة أفراد عائلتك، فعائلة مناصريك تتسع كل يوم و تحاصرهم بقلوب منتفضة، تضيق عليهم خطوط نار حقدهم ..
مالذي يضيرك في منعك من تلفاز لا ينقل صور شعبك وهمومه؟
مالذي يضيرك في منعك من مذياع يبث أحاديث التملق و التلفيق و أنغام الوهم..
أنت الطليق يا صاحب الفخامة، وهم السجناء: سجناء خوفهم منك وعجزهم عن محاكاة إنجازاتك و خجلهم من خيانتك ..
وأنت القابض على مفاتيح زنزاناتهم و العازف على مفاتيح فضحهم .. وهم الحفاة العراة المتدفقون من بوابات العار و الذعر..