الخروج من حافة الظل...

أربعاء, 04/08/2021 - 18:56

بنشاب: خاض الرئيس الغزواني الحملة الانتخابية الرئاسية وسعى جاهدا إلى إقناع الناخب الموريتاني بالتصويت له مستندا إلى ما أسماه حينها "شرعية عشرية الانجاز" في الطاقة والمياه والزراعة والنقل والطرق والصحة والتعليم  وترسيخ الديمقراطية .. ليتعهد بإكمال المشوار "شاهد الفيديو المرفق"
الغزواني الذي ربطته بعزيز صداقة طويلة دامت لأكثر من أربعين سنة، ظل فيها لصيقا به ومتواريا في الظل خلفه؛ لا يُسمع منه همسٌ ولا يُحسّ له ركزٌ ، إلى أنْ قرّر الأخير الدفع به كمرشح لرئاسيات 2019 ، بعد أنْ رفض حراك المأمورية الثالثة الذي كان الغزواني من بين الساعين إليه.
انتخب الشعب الموريتاني الرئيس غزواني فاستلم السلطةَ الرجلُ الذي ظل لزمان راضيا أنْ يقبع على حافة الظل في نظام صديقه ؛ فلا هو استقال من نظام "الفساد" وواجهه بطريقة شريفة وديموقراطية؛ ولا هو امتلك الشجاعة لأخذ زمام الأمور وإزاحة رفيقه "المفسد" بانقلاب عسكري؛ وإنما فضّل التوكؤَ على صديقه حتى يتسلق هرم السلطة، ليُصبح كل همّه الخروج من جوف الظل؛ ولو كلّفه ذلك أنْ يسلك في سياسته منحى مغايرا لتعهده للشعب بإكمال مشوار عشرية النماء؛ فإثباتُ الذاتِ الغزوانية تتطلب السعيَ بشكل حثيث إلى التخلص من عباءة عزيز !
وهكذا بقدرة قادر تحولت عشرية الأنوار والانجازات إلى عشرية النهب والخراب، وتحول "أخي وصديقي الذي ستحفظ له الذاكرة الجمعية الوطنية ما حقق للبلاد من إنجازات تنموية شاهدة ومن مكاسب ديموقراطية…" إلى مجرم وسجين حتى من دون محاكمة!
 و لإنْ كان يبدو للوهلة الأولى أنّ الرئيس استطاع التخلص من الرجل الذي ساعده في الوصول إلى الحكم بطريقة مكيافيلية، فهل نجح في سعيه للخروج من حافة الظل إلى بقعة الضوء ؟ أم أنه ببساطة لم يزدْ على أنْ مثّل في الفصل الأول من المسرحية البائسة دورا لم يَكتُبْ سطوره وفي الفصل الثاني ارتجل دورا لم يُهيَّئْ للقيام به؛ وصعد على المسرح لمجرد الصعود .. وفي الفصل الثالث سَمَح للستار بالارتفاع قبل أنْ يَحفظ الدور ويُتقنَ أداءه؟!
أعتقد أنّ عاميْن توقفت فيهما عجلة التنمية الاقتصادية وتراجعت فيهما الحريات وانتشرت فيهما الجريمة وعمّ الفساد؛ عاميْن من الفقر والبطالة وانعدام الخدمات الأساسية والمحاباة وتدوير المفسدين وقمع المواطنين والتنكيل بهم وتكميم أفواههم .
 عاميْن من التردي والانحطاط كانت أول مواجهة مباشرة مع الإعلام كفيلة بالإجابة بشكل واضح وفاضح أمام استحقاق السؤال الأول لمعضلة المواطن الذي يتساءل بحيرة على لسان صحفي فرنسي؛ كيف له أن يكون فقيرا في بلد غني بالثروات؟ ولا يجد له الرئيس من الحلول سوى أنه بصراحة لا يريد لمواطنيه أنْ يفكروا بهذه الطريقة !! 
يقولون إنه في عالم السياسة يقاس النجاح بمستوى تحقيق المصالح، لكن التحدي الكبير هو البراعة في تحقيق ذات المصالح مع احترام المبادئ، وبكل أسف يبدو أنّ صاحبنا فشل في الأمرين معا؛ فلا هو سعى في تحقيق المصالح العامة ولا هو حافظ على المبادئ رغم ما حباه الله به من "أخلاق" !

ومع ذلك فـ #بقوة_شعبها_موريتانيا_ستنتصر