بنشاب ع/ ص. ممو الخراشي: "حاسي انتاكش" عنوان مأساة جديدة بطلها العطش، أم وأب يُنزلان ابنهما إلى قعر البئر لتعميقها، يَنحت الماء من رمل الصحراء، فينهشه كائن غامض، فيستصرخهما، فأما الأم فهامت على وجهها تطلب النجدة، وأما الأب فلم يتمالك، وربط الحبل في صدره، وفي صخرة مثبتة في الأعلى ونزل..
بعد ساعة أنزل رجال الحي أحدهم، فوجد الرجل وابنه ميتين!
هل يملك هؤلاء تلفازا لمتابعة الزيارة الناجحة التي يؤديها فخامة رئيس الجمهورية إلى مدينة روصو؟ هل شاهدوا أساطيل السيارات؟ ألوان الموائد؟ هل سمعوا النشيد الجميل؟
إذا لم تشعر بالألم والخجل معا، فلست إنسانا، إذا كنت تطبق مبدأ "الخبطه ال ماهي فيك في اجدر" فوجودك عار على الوجود.
إن لهذه الحياة إيقاعا كئيبا لا يتقن الرقص عليه إلا من يتدلون في حبال مشانق الواقع، ولعنة الله على الفاشلين.