لا تكترث سيادة الرمز .. إنه نظام يحتضر

اثنين, 28/06/2021 - 00:56
حمين ولد الخوماني

كتب التار يخ  دخول زعماء السجن برؤوس مرفوعة في سبيل قضايا مصيرية من أجل شعوبهم واوطانهم،  وسطر بسخرية كيف احتفت عصابات من الخونة بسجنهم وتغييبهم بعد استبدالهم باشباه  رجال في زمن رديء، تجتاح فيه مزارع  الدجاج عرين الاؤسود و تعتلي فيه صنوف من الثعالب البرية كراسي الرأي والمشورة  لتفسد الحرث والنسل .. كتب التاريخ ويكتب كل مرة كم تحاول قوي الخيانة والغدر  النيل من فرسان الحق في معركة  ازلية مفتوحة لن تنتهى حتى يرث الله الأرض ومن عليها. 
لا مفاجأة في اقتياد الرئيس الرمز إلى السجن، فقد سجن في اليوم الاول حين خطب الرئس  الحالي وذكر ان للعهد عنده معنى، وسجن  في اليوم الموالي عندما خطب ثانية مذرفا دموع التماسيح أمام الملأ وذكر ان عشريته عشرية نماء وازدهار،  وسجن  بعد ذالك ويسجن  كل مرة على أنغام سمفونية الثأر وتصفية الحسابات  التي تَداعى إلى عزفها  رؤوس كبار من حثالة نخبنا  السياسية، المعروفين برسوخ أقدامهم في كل ما يؤذي الناس ويفسد في الأرض، ليضعوا موريتانيا من جديد على مفترق طرق!.

لا عليك أيها القائد الرمز إنه نظام يحتضر، لقد استهلك هؤلاء على امتداد النصف الأول من مامورية العار ملف الوهم المزعوم  والمنسوب اليكم زورا في محاولة يائسة منهم  لإلهاء  الشعب  عن مشاكله الجوهرية والتستر علي إخفاقاتهم البينة والفاضحة في تسيير البلاد، ويأتي اعتقالكم اليوم محاولة لملأ فراغ النصف الثاني منها  ولكن دون جدوى، فحبل الكذب قصير والأزمات تحاصرهم على المستويين الداخلي والخارجي  وليس أمامهم من خيار غير مواجهة فشلهم الذريع  علي كل شبر من هذا الوطن .  
اعتمر رئيس الجمهورية  إلى باريس أو يمم وزير الدفاع  وجهه شطر موسكو، فقد تم وضع موريتانيا على فوهة بركان قد يعصف بها  في أي لحظة وإن اختلفنا في التوقيت،  فالكل يجمع على ان البلاد  على عتبة  الانهيار.
توقيع ولد حننه لاتفاقية عسكرية مع الروس يمثل عنواناً بالخط العريض لفصل جديد لن يخلو من عنصر  المفاجأة،  وقد تبدو  خطوة استباقية جريئة من جنرال متربص يحاول المناورة في المنطقة المظللة، ومن البديهي رصده كعراب لمرحلة قادمة على الأقل إن لم نقل عهدا جديدا.
انسحاب فرانسا من الربوع المالية تذرعاً  بانتكاسة مسلسلها الديموقراطي كتغطية خجولة علي تراجعها أمام المد الروسي في الشمال الإفريقي بدءً بالأزمة الليبية وانتهاءً باختراق موسكو المؤسسة العسكرية المالية بعد أن ظلت قرونا حديقة خلفية ومسرحا لفنتازيا ضباط بلاد الغال، ولعل دعم الروس الجلي  لإنقلاب باماكو الأخير لدليل ساطع  على صحة هذا الطرح.
 اشتراك موريتانيا في حدود عريضة ومفتوحة مع الجارة الجنوبية (مالي)، ينذر بأن رجال  بوتين اصبحوا على الأبواب ثم إن استغلال حقول الغاز المويتاني الواعدة من حيث الكم والنوع والموقع من طرف دول الناتو، كخيار  منافس وكمصدر للطاقة  قد يشكل بديلا  استراتيجيا  عن الغاز الروسي على الأقل في السوق الأوربية.

 يدعو للجزم بأن موريتانياأصبحت في عين العاصفة  على وقع تعارض المصالح الجيوستراتيجية لكل اللاعبين الكبار. ولسنا ببعيدين كل البعد   عن التجربتين السورية والليبية، فقد تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ولرب حفترة موريتانية قد تكون أجمل في عيون الروس من توقيع اتفاقية مع وزير دفاع تبقى في جوهرها حبراً على ورق في ظل تلاحق المستجدات على الساحتين الوطنية والدولية.