بنشاب : أوضح الطبيب الروسي الشهير ألكسندر مياسنيكوف، من هم الأطباء الذين يجب الحذر منهم، لأنهم يتفقون مع المريض في كل شيء وليس لديهم الشجاعة الكافية لقول "لا" للمريض.
و قال مياسنيكوف: "هناك ثلاث حقائق يجب أن يعرفها الجمي، الحقيقة الأولى هي إذا لم يتعاطف الطبيب، لا يعني أنه طبيب سيء"، وفق (روسيا اليوم).
و أضاف" هنا الأمر مختلف بعض الشيء لأنه لا يمكن للطبيب أن يتعامل عاطفيا مع المرضى، لذلك لا يمكنه معالجة الأقارب أبدا، فهو عند تعاطفه يرتكب أخطاء، ناتجة عن خوفه على قريبه، ولا يمكنه تحليل حالته الصحية بصورة صحيحة، و لأن على الطبيب الاستماع إلى نبضات القلب وليس التفكير "ما بك يا أمي".
و تابع" إذا ترك الطبيب قطعة من روحه عند كل مريض، فسوف يحترق عاطفيا بسرعة ويموت، و يقلق الطبيب فيما بعد، وهو يتذكر كل مرضاه الذين لم يعالجهم بصورة صحيحة أو فقدهم، وأنا شخصيا أتذكرهم جميعا فردا فردا".
و الحقيقة الثانية، هي أن الطبيب الجيد يجب أن يعرف كيف يقول للمريض "لا"، حيث قال مياسنيكوف: "من السهل قول "نعم" لكل ما يطلبه المريض من الفحوص والتحاليل، ولكن ماذا بعد ذلك؟ فبعض هذه الإجراءات غير الضرورية قد تربك من وجهة نظر طبية سير علاج المريض، لأنها قد تلحق الضرر بصحته مثل الأشعة المقطعية والأشعة السينية وغير ذلك".
و تابع" اعترف 1500 طبيب أمريكي في استطلاع مشروط بعدم كشف هويتهم، أنهم وصفوا أدوية وتحاليل وغيرها لمرضاهم بناء على طلبهم، دون محاولة إقناعهم بضررها أو عدم فائدتها خوفا من محاميهم".
و أشار الطبيب إلى أن "قول "لا" للمريض غالبا ما يكون أكثر فائدة له من "نعم"، و الأشعة السينية لا تعالج، والتصوير المقطعي يمكن أن يسبب تطور سرطان الدماغ والثدي، بالإضافة إلى أنها قد لا تعطي أي معلومات مفيدة للطبيب".
و أكد مياسنيكوف على أنه يجب على الطبيب توضيح أسباب رفضه لمثل هذه الإجراءات، أو عدم وصفه أدوية طلبها المريض بنفسه، و إن كلمة "لا" مهمة جدا، لذلك على الطبيب اتخاذ القرار الصحيح وتوضيحه للمريض، وعلى المرضى قبوله، لذلك احذروا الأطباء الذين يقولون "نعم" دائما".
و لكن الحقيقة الثالثة، هي ماذا على الطبيب عمله عندما يكون على مفترق طرق؟
أشار مياسنيكوف، إلى أن على الطبيب الاستمرار بما يفعله إذا كانت هناك نتائج إيجابية، ولكن إذا لم تكن هناك نتائج إيجابية يجب عليه التوقف، وعدم الاستمرار.
و اختتم قوله: "هذه حقائق عميقة، إذا كانت النظرية لا تعمل، فلا معنى للانتظار وإضاعة الوقت، وعلى الطبيب بعد أن تأكد من ذلك التفكير لاحقا لماذا لم تعمل النظرية، وإذا كان لا يعرف كيف يتصرف بعد ذلك عليه التوقف وعدم عمل أي شيء، ولكن إذا كانت هناك نجاحات ما، حتى إذا لم يعرف سببها فيجب الاستمرار في بعض الأحيان".