بنشاب: لم أحظ أبدا في يوم من الأيام بلقاء وزير الداخلية الدكتور محمد سالم ولد مرزوكـ، ولا أعرف عنه الشيء الكثير رغم العلاقة التي تربطه جهويا و اجتماعيا بولايتي تكانت.
و قد تذكرته الآن لسببين اثنين: الأول الجريمة البشعة التي وقعت ليلة البارحة في توجنين
و السبب الثاني ؛ هو جملة كثيرا ما استوقفتني عند كل اجتماع لمجلس الوزراء (و قدم وزير الداخلية واللامركزية بيانا عن الحالة في الداخل)
كنا صغارا نسمع من من هم أكبر منا أن "الأمن" مطلع على كل شاردة و واردة، و كانوا يحذروننا من وزارة الداخلية و الأجهزة التابعة لها لأن عيونها ترصد كل شيء، و كنت أضحكـ مع نفسي أحيانا و أقول إن الجملة التي يتم تسطيرها في بيان مجلس الوزراء ، تؤكد زيف الأسطورة التي كونها الجيل السياسي الذي سبقنا عن هذه الوزارة العتيدة.
لقد جعلتني هذه الجملة بعد ذلكـ بسنوات أعيد النظر في حقيقة وزارة الداخلية ، و من واقع الأحداث في العاصمة و خصوصا منحنى "الجرائم" الذي أخذ يتصاعد في العقيدن الأخيرين، بدأت أكتشف أن هذه الوزارة عبارة عن أشخاص تم دمج غالبيتهم عن طريق التعيين و ليس عن طريقة الإختصاص الأمني، و لهذا ربما التقارير و المقاربات الأمنية التي كانت و لا تزال تحال إليها عبر المستويات الهرمية المختلفة، كانت تضيع في زحمة المراسلات أو يتم وأدها في دهاليز الوزارة لاعتبارات تتصل بمصالح الأجهزة أو أوامر السلطة الحاكمة.
و سيظل هذا التقدير لدي، طالما لم ألمس أن هذه الوزارة السيادية تعني ما تروم بأنها فعلا العين الساهرة على أمن الوطن و المواطن و ليس فقط ما توجزه تلكـ الجملة الفارغة التي حفظها الموريتانيون لكثرة تكرارها في بيانات مجلس الوزراء.
#نريد_وطن...