في سابقة خطيرة وفي ظل سكوت للأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ودعاة الحرية وحقوق الانسان، يبيت الزميل عبدو كمال ليلته الأولى في مخافر الشرطة دون جرم اقترفه، وفي غطرسة واضحة وانتهاك لأسس ومبادئ دولة القانون، وبجرة قلم من مفوض لا يقيم وزنا للحريات ويتعاطى مع الأمور وكأنه فوق القانون.
هذا كله يحدث تحت مظلة نظام سلطوي يختطف الصحافة ويسجنها وينكل بها ويصادر أجهزتها ويمنع المراسلين المحليين والدوليين من الوصول إلى الاحداث ومواكبتها وبشكل همجي مدان.
وتبقى في ظل كل هذه الممارسات النخب مكتوفة الأيدي غير آبهة بالمخاطر المحدقة بالبلد والضارة بصورته في العالم بعدما أن كان مثالا يحتذى به في مجالات الحريات وحقوق الإنسان.
هذا كله يحدث يا سادة ومن صدعوا رؤوسنا بالدعاوى والمرافعات ومن كانوا إلى وقت كبير يملؤون الساحات والمنابر لأتفه الأسباب ويحلفون الأيمان المغلظة ويدعون إلى مزيد من الحرية لم يعد يسمع لهم صوت إما بسبب رشوة مباشرة أو أخرى غير مباشرة أو بسبب تعيين إبن أو بنت من بناتهم أو قريب من أقربائهم، حتى عمت أعينهم وأغلقت أفواههم فلا تسمع منهم سوى أفعال المحاباة والنفاق والكذب والتضليل.
هذا هو واقع شخوص المطامع والمطامح ولا أحد يتألم لأنات الشعب المغلوب على أمره مع الأسف.
لكن ورغم كل هذا لن نتراجع قيد أنملة عن الدفاع عن الحق والوقوف في وجه الباطل الذي يشيده بكل وقاحة هذا النظام القبلي الجهوي الآثم، هذا النظام الذي يجعل من الدولة كعكة يتقاسمها مع من والوه بغير إحسان في ظل وجود رئيس غافل ومتقاعس عن مسؤولياته وواجباته تجاه الشعب.
لن نتراجع و#الحرية لعبدو كمال وبقية المناضلين المختطفين من طرف هذا النظام الجبان.