بنشاب: على كل سواء تمت إدانته او تبرئة ذمته فقد أظهر رباطة جأش قل نظيرها، تعيد الى الأذهان الصورة الحقيقية للموريتاني الأصيل، رجل بتاء موريتاتيا العصرية في عشرية النماء، ذكرنا بالزعيم الذي طرد الكيان الصهيوني نهارا جهارا من على أرض المنارة و الرباط، غير آبه بالغرب و لا بالشرق و لا بالمؤسسات المالية الدولية و تمويلاتها...
ذكرنا باحترام الأخ لأخيه و الأب في حنانه يوم وجد نفسه بين أخوة متصارعين شمال مالي و حط الرحال فجرا غير مبال بالإنفلات الأمني الذي تشهده المنطقة آنذاك....ليتم في تلك المبادرة حقن دماء الإخوة...
ذكرنا بشجاعة العسكري و الجندي الذي يقتحم ساحة الوغى و بكل كبرياء حين دخل فندقا بالعاصمة الليبية وسيطا بين الفرقاء الليبين و مبعوثا من الإتحاد الإفريقي و عند ما أراد الخروج أومأ له البروتوكول بأن عليه الخروج من الباب الخلفي للفندق لضرورة الأمن فقال بنبرة المؤمن الصادق الواثق من قضاء الله و قدره لن أخرج الا من الباب الذي دخلت منه....
ذكرنا اليوم عند خروجه من بيته بحزمه و استقلاليته و عدم تبعيته لأي كان حين أراد بعض الأشقاء التدخل في الشأن الداخلي الموريتاني و بنية مبيتة فكانت إجابته صريحة مدوية يعرفها الجميع..
ذكرتنا تلك الواقعة بوعيه بهموم أمته و شعبه و معرفة مكامن الداء و طريقة استئصاله دون ان تنجر بلادنا الى ما آلت اليه بلاد كثيرة من الجوار و غيره رغم فارق التقدم و القوة الا ان ذكاءه و حكمته حالت دون الوقوع في تلك الفوضى التي اتت على الأخضر و اليابس في عديد دول المنطقة و غيرها بدعوى الربيع العربي(المشؤوم) و الذي لا زال الوطن العربي عموما يعاني من تبعاته عنفا و إرهابا و وانفلات أمني..خطير.
انه الإنسان بكل ما في الكلمة من معنى ...
مرة أخرى سيبقى الرجل رمزا ، فرض احترامه بنفسه حبا لبلده و شعبه و قد سطر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ هذا البلد رغم تنكر الصديق و رفيق الدرب و من سلمه يوما في عملية نقل للسلطة في سابقة بمحيطنا الإقليمي...أذهلت المتابعين للشأن السياسي بالبلد كما سلمه قيادة سفينة النماء التي يحاول البعض اليوم إغراقها حقدا و تملقا و نفاقا و نكرانا للجميل...
و قديما قيل ""إتق شر من أحسنت اليه""