بالرغم من عدم اعترافه بكل المساطر التى قيم بها منذ استدعائه الأول من طرف الشرطة , ظل الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز يتعاطى مع كل الظروف التى مرّ بها فى صراعه مع النظام الحالى بمستوي كبير من الحفاظ على الصورة وعلى الاحترام والأبّهة.
مُنع من عقد مؤتمر صحفى بعد موافقة من فندق ومن قناة ليتراجع الجميع فى اللحظات الأخيرة فاضطر لعقد المؤتمر فى منزله , وعندما تظاهر البعض أمام المنزل أوعز إلى مقربين منه بعدم تكرار ذلك خاصة عند إغلاق الشرطة للطريق أمامه .
منع من السفر خارج نواكشوط الغربية فلم يحاول فى أي وقت كسر ذلك المنع وهو الشغوف بالبادية المحب لها ولأجوائها .
اليوم يلبى استدعاء وصل شفهيا عن طريق الهاتف إلى ابنته مع أنه شخصية اعتبارية ورئيس سابق وكان ينبغي قانونيا إيصال الاستدعاء إليه مكتوبا ولكنه مع كل ذلك خرج مع رئيس دفاعه ومعهم إحدى سيدات المنزل .
الصورة اليوم وأنا أتأملها أرى أنها جاءت ضمن سلسلة من حلقات رفض الرئيس السابق نزع الاحترام عنه كشخص قائد ورئيس سابق ورجل قوي فى أذهان مناصريه وحتى بعض العارفين به لأن تحطيم تلك الصورة ونزع تلك القداسة يتم بكل بساطة باقتحام منزله أو أجباره على الحضور من طرف الشرطة أو غيرهم أو العثور عليه محاولا التسلل إلى باديته , ويمكن استغلال نزعها بممارسته حقه فى احترام القانون معه استدعاء على الأقل.
لقد كانت هذه الصورة بالنسبة لى تعبر عن أسلوب مدني فى التعاطى مع الجهات الرسمية مهما قصّرت وفرّطت فى احترام الأشكال القانونية .
أتمنى أن ينال محاكمة عادلة هو وكل المشمولين فى ملف لجنة التحقيق البرلمانية .
تحياتي