بنشاب : الخطر البيئي قادم أو هكذا يتوقع بعضهم بعد ما كثر اللغط بشمال البلاد حيث يتوقع انشاء منطقة لمعالجة الذهب بمادة السيانير السامة الخطيرة وتهديد الوسط البيئي، حوالي100كلم شمال البلاد تحديدا(أكليب أجراد) ونواحيه، ناهيك عما قد يلحق بالانسان والحيوان، من امراض فتاكة يستحيل علاجها محليا بل حتى على المستوى الوطني.....
وفي الاشهر الاخيرة تعالت الاصوات والهتافات ضد إقامة مثل هذه المصانع وأريق سيل من المداد على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية ما بين مندد ومحذر ومستغيث من خطر داهم!!! واصبحت الوقفات روتينا، فقل ان يمر يوم دونما وقفة او احتجاج بالولايات الشمالية الاقتصادية والمنجمية الأربع (اينشيري - آدرار - داخلت انواذيبو - تيرس زمور)،حتى أقصى نقطة شمالا بئر ام أقرين تنديدا بخطر اقامة مثل هكذا مصانع تاتي مع مرور الزمن على الاخضر و اليابس..
نعم المواطن الضحية يعيش اليوم احلك ايامه بل حتى أعوامه بين ثلاثي خلف الاثر البالغ نفسيا خوفا من المجهول، واقتصاديا ضرب حاضر مجتمع منهك اصلا،!!
فهذا العام يمكن وصفه بعام "الرمادة" حيث حبس المطر، وجائحة ضربت هي الاخرى وفعلت فعلتها والتي لا زال المواطن يعيش تبعاتها الاقتصادية وسط تجاهل تام من الدولة رغم تدخلات خجولة، لا ترقى الى مستوى علاج الجائحة اقتصاديا، وخطر اقامة مصانع اعادة معالجة تربة الذهب بمادة "السيانير" السامة والخطيرة على البيئة والانسان والحيوان...هذا الثالوث المميت والذي وصل او على الاقل هو على مشارف مقالع الملح احد أهم مكونات عناصر غذاء اهل البلد الا و هي "سباخ الملح" الذي يصل منتوجها الغذائي اقصي نقطة شرق البلاد..
كل هذا والتجاذبات قائمة و الحبل مشدود بين نافذين همهم التربح ولو على حساب المواطن وصحته مقابل اغراءات آنية من قبيل تشغيل اليد العاملة واحداث طفرة اقتصادية بتلك المناطق النائية، كما أن لهم ايضا من يدعمهم ويحتج لأجلهم من الساكنة وان كانت قلة قليلة وبدوافع مادية او قرابة... وبين شريحة كبيرة من الساكنة هي الاغلبية الساحقة بتلك المناطق ومنظمات تعنى بالبيئة وتحافظ عليها كموروث انساني من حق الأجيال القادمة العيش فيها بأمان...
احتجاجات بإينشيري من تازيازت وتيجيريت وبنشاب واكجوجت وأطار بآدرار والشامي بانواذيبو في سلسلة متواصلة حتى ازويرات وافديرك الى بئر ام اقرين اقصى الشمال، و لسان الحال:
نريد ان نعيش و نتذوق طعم خيرات بلادنا دون خوف او وجل، وبكرامة تحفظ لإنسان الشمال ما تبقى من ماء وجهه بعد ما ذاق الامرين، من استنزاف لثروة هو الأولى بها قبل غيره بحكم المكان، تهميش و اقصاء واستهداف ممنهج وتجاهل تام من الدولة في مجالات التوظيف والتعيين والخدمات.