إلى فخامة الرئيس غزواني

أربعاء, 19/08/2020 - 06:07

سيدي الرئيس
فلتسمح لي فخامتكم بالتعبير عما راودتني عنه نفسي فترة من الزمن، لكني لست من الذين يكتمون إحساسهم تجاه من ابادلهم التقدير والاحترام، ولا الذين دعمتهم وآمنت برؤاهم وعهودهم التي أعلنت واشيعت،  فآثرت نثر تساؤلات، بين الاستفهام والاستنكار، ارجو الا تحيد عن نصحية أخوية، وإن بدوت في بعضها قاسيا، فلعها قساوة المحبة والمودة والعهد والوفاء ... مطمئنا وواثقا من أن عزيز، أنت ادرى الناس به، وأقربهم له مودة، لكن ذلك لا يجله على القانون ولا على المساءلة المشروعة والهادفة لإقامة العدل ومحاربة الفساد ..
ثم إن عزيز هو الذي برزك وبرزته، وآثرك وآثرته، فلا مزايدة على ما بينكما من عهد ووفاء، وهذا مسوغ تساؤلي ... 
أهكذا يكون العهد يا فخامة الرئيس غزواني؟ ... أهكذا يكون الوفاء؟ .. لن نمن عليك ما كان، ولكن نأسف لما أصبنا به واصيبت به الديمقراطية في بلادنا، وانعكاسه علينا وعلى المنطقة برمتها، حتى اصبح التداول السلمي نقمة، وناسف لتعطيل مسيرة البناء والانهماك  في تصفية حسابات الخصوم وخلق القضايا الوهمية خدمة لاجندات سياسية.
هكذا فتح ملف الفساد لتنكشف حقيقته وتذبل أحلام العدالة ومحاربة الفساد، وهكذا يُحارب الذين حملوك على الأكف، ليُستبدلوا بالذين ناهضوك ومانعوك .. وهكذا بدا مشروع موريتانيا للكل واتضحت معالمه... لعبتَ بالمتملقين، فلعبوا بك، سواء المؤدلجون منهم وغير المؤدلجين، وشكلت طبقة سياسية فاشلة ومحبطة، لا يجمعها إلا عداوة عزيز، فتوقفت مسيرة البناء واستحداثها وتحركت ثورة التعطيل وتصفية الحسابات ...
سنة كاملة تعطل فيها كل شيء، فالناس منهمكون في محاصرة فيروس كورونا وفي خطة لعزل عزيز عن المشهد السياسي وتكميمه وتعطيله عن مزاولة الحد الأدنى من حقوق المواطنة ..
تكيفنا مع فيروس كورونا، ولكن لن نتكيف مع فيروسات المحبطين والمنتقمين والمفسدين ..
صحيح أنك رئيس، ورمز سيادة البلد ولك من السيادة وامتلاك وسائلها ما تفرض به مرادك، وتهين بها غريمك، ولكنك لن تسلب الضمائر السوية شعورها وطموحها ووطنيتها وإن اهنتها، ومارست عليها من الضغوط ما طاب لك وطاب لجماعات السوء المتربصة بك ... 
كان من الأولى بك ألا يحدث هذا، إن لم يكن مرسوما بعناية أصلا، وذاك ما نستبعده، وكان قيماً بك الا تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير فيك أنت نفسك على الأقل، ولكن قد يسبق السيف عذل صاحبه، ليكون الفعل اشد وطاة والقول أكثر شططا، ووقتها، يداك أوكتا وفوك نفخ! ... 
واخيرا، ليس لي غير الوداع، مردداً قول الشاعر:
والدهر أعدل من عرفت حكومة <> والشاهدون على الزمان عدول!
 

الأستاذ/أحمدو شاش