مرافعة أخلاقية / د. إسلم ولد الطالب اعبيدي

أربعاء, 08/07/2020 - 07:23

يؤلمني أن أشاهد تخلي رجال العشرية وزراء ومدراء ونوابا.. عن الرئيس السابق.
وأطالب فخامة رئيس الجمهورية أن يستفيد من الدرس وأن يجمع أسماء المتسللين بين الكلمات العابرة من الذين غلوا في عزيز وأبعدوا عنه كل ناصح ومخلص ويأمرهم بالانصراف والخروج من بطانته غير مأسوف عليهم فو الله ما يضر الحاكم أكثر من بطانة تزيف الحقائق وتتستر على الأخطاء ولاتسدي النصح.
بسرعة ابتلع الجميع ألسنتهم على قاعدة :
الناس أعوان من عانته دولته
وهم عليه إذا خانته أعوان
كان عزيز وهو في قصره يقول للجميع بلسان حاله: "لعزة من أعراضنا ما استحلت" حتى أنه يمكن أن نصف حرية التعبير في زمنه بفوضوية التعبير.
أما وقد خرج الرجل أو أخرج من المشهد فكان حريا بمن يحترمون أنفسهم أن يذكروا للرجل محاسنه في زمن كثر فيه الشامتون وحقيق على رجال عشريته مروءة وأخلاقا أن يرفضوا الإساءات المتكررة لرجل لم توجه له تهمة أصلا لنحتاج لمقولة:( المتهم بريئ حتى تثبت إدانته).
صحيح أنني شخصيا وكما قلت سابقا لم أحصل على حقي الطبيعي في نظام الرئيس السابق وشعرت بالغبن والتهميش أكثر من مرة في عهده حتى اضررت للهجرة .
فأنا وغيري كثر  من أبناء هذا الوطن الذين لم تتح لهم فرصة لخدمة وطنهم في عهد نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز...
ورغم ذلك فيشرفني أن أطالب باحترامه ومعاملته كرئيس سابق أنجز الكثير لهذا الوطن ووقف مواقف نبيلة واتخذ قرارات وطنية شجاعة.
والوطن أهم وأبقى من الأشخاص ومصالحهم الضيقة
ولأنني بفطرتي  أحب أن أقول للمحسن أحسنت وللمسيئ  أسأت وأن أعلق في عنق التاريخ المجيد  كل المواقف الشجاعة والقرارات الجميلة فبدون ذلك لا أحترم الحاضر وأطعن في قدسية المبادئ..التي بايعتها ذات يوم تحت شجرة الحروف وارفة الظلال،  ولأن المبادئ لا تتخلى عن أصحابها .
أقولها بصريح العبارة :
سيذكر التاريخ أن رجلا وقائدا ورمزا مر من هنا وأن رئيسا لهذا البلد كان استثناء في مواقفه وإنجازاته.
بدأ عهده بقرار صعب على ضعاف القلوب (قطع العلاقة مع الكيان الصهيوني) وختمه بقرار أصعب على ضعاف النفوس.(ترسيخ التناوب السلمي على السلطة).
هي كلمة وكلمة الحق   ملك مشاع للجميع  لا يمكن أن نحتفظ به لأنفسنا
نعم لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز  إنجازات  و "مواقف" شجاعة  وأخرى وطنية  بامتياز ، يخون التاريخ ولا يحترم الحـــاضر من لا يعترف بها .
سيذكر التاريخ أن هذا الرجل جنب بلاده ويلات الربيع العربي بعد أن تطاول المتطاولون ورفعوا شعار الرحيل وأقسموا بكل الأيمان....
وسيذكر التاريخ أن موريتانيا في عهده أصبح لها جيش وطني بإمكانيات تخوله حماية الحوزة الترابية والتصدي لخطر الإرهاب.
وأنه رفض الخنوع لفرنسا في حربها ضد المجهول في مالي.
وسيذكر التاريخ أنه في عهده تجاوزنا مرحلة الجامعة اليتيمة إلى عهد الجامعات والمعاهد العليا وأننا تجاوزنا مرحلة القناة اليتيمة إلى عهد القنوات المستقلة والحرة وأننا في عهده استمعنا  لأول مرة  لإذاعة القرآن الكريم من العاصمة أنواكشوط وشهادنا قناة المحظرة وأنه في عهده صدر أول مصحف شريف يحمل إسم شنقيط وسيذكر التاريخ أنه أصبحت عند موريتانيا حالة مدنية بالمقاييس العالمية.
وسيذكر التاريخ أن الديبلوماسية الموريتانية قطعت في عهده مراحل كبيرة.
ولايعني ماذكرناه إطلاقا أنه لم تكن هنالك أخطاء وتجاوزات نبهت عليها في صفحتي هذه أكثر من مرة ولايعني هذا صك براءة للرجل وأركان نظامه من المساءلة ولكنها دعوة صريحة لاحترام الرجل والتعامل معه كرئيس سابق ورمز يحترمه الكثير من الموريتانيين..
وختاما أرى أن الرجل اجتهد في وضع قطار هذا الوطن على السكة الصحيحة وأخطأ أحيانا في صناعة بعض العربات وترتيبها...
والله نسأل أن يوفق فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في المضي قدما في مشروع بناء الدولة الحديثة والاستفادة من أخطاء سلفه ومواصلة المشاريعة التنموية التي بدأها والتوفيق في برنامج الانتخابي الخاص والصرامة في محاربة الفساد ونسأله سبحانه أن يرزقه البطانة الصالحة التي تعينه على الخير وتدله عليه.