بنشاب : تعد بلادنا من بين قلة قليلة لا تزال حتى الساعة تتمسك بخيار و اهمية الاجرائات الاحترازية.
فمنذ ازيد من ثلاثة اشهر و موريتانيا تغلق المجال الجوي و البحري و البري. استبشرنا خيرا و عصبنا البطون و قلنا جائحة و بلاء و يرفع بإذن الله...و الآن و بعد ان عرف العالم ان التعايش مع الفيروس اصبح واقعا لا محيد عنه انفتح و بدأ بتخفيف الاجرائات فها هي اوروبا فتحت الطريق بين مدنها او على الاقل في اغلبها و فتحت بعضها مجالها الجوي تدريجيا و سمح البعض الآخر الزيارات بينها و عدد محدود من الدول الاخرى (خاصة من اثبتت الاجرائات جدواها لديهم).....
و حتى من دول الجوار من خفف الاجرائات داخليا و رفع حظر التجوال او اخره الى وقت متأخر من المساء...
كل هذا بدواعي مساعدة المواطن وعدم الحد من حركته حتى يتمكن من العمل في الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد...
اما عندنا فمنذ يومين و الجدل قائم فلا حديث و لا أمل في التخفيف علما اننا بحاجة ماسة الى انسيابية في الحركة الاقتصادية لان غالبية المواطنين يعيلون انفسهم دون تدخل من الدولة (ليسوا موظفين رسميين) كما ان ما قامت به الدولة و قدمته من مساعدات غذائية و مالية هزيل لا يرقى الى مستوى الظرف الذي يمكن للفرد معه الجلوس في بيته و الحالة العامة الاقتصاديةكهذه... السوق _اتفاع مهول للاسعار_ الاغلاق بين المدن حد كثيرا من الحركة الاقتصادية و الانشطة جل الموريتانيين _تيفاية_...زد على ذلك ان جل المساعدات لم تصل فالبيانات و المؤشرات توحي بعكس ذلك، فكل مرة تطالعنا مواقع التواصل و المواقع الاخبارية بفضيحة هنا و اخرى هناك زبونية و محسوبية في تقسيم الاعلاف و حتى بيعها باثمان خيالية و كذا حصول من ليس بحاجة للمساعدات الموجهة في اساسها الى السكان الاكثر فقرا و الاكثر هشاشة....فقد اثير مؤخرا حصول اشخاص على اموال نقدية قدمها تآزر و اتضح فيما بعد ان بعض من حصل عليها تجارا في بعض مناطق الوطن و شبابا يمكنه العمل و الانتاج....
اخيرا لقد وقع المحظور و تفشى الوباء ليس بتلك الدرجة المخيفة و لله الحمد الا ان تخفيف الاجرائات بات ضروريا و ملحا مع التوعية و استخدام التباعد و وضع الكمامات حتى يرفع البلاء و تخرج بلادنا من عنق الزجاجة و يكون الخروج من الجائحة آمنا...