افتتاحية وكالة بنشاب الرسمية

أربعاء, 01/07/2020 - 06:45

إن واقع الحريات العامة  في أي بلد، يترجمه واقع الحقوق الفردية والمشهد السياسي ونوع الديموقراطية المتبع

 وموريتانيا كغيرها من الدول السائرة نحو النمو معنية بالسير على خطى الدول التي وضعت الحريات العامة كأهم الثوابت التي يجب أن تنمو في أحضان الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية. 
وفي الفترة الأخيرة وتحديداً، العشر سنوات الماضية، شهدت الدولة تقدما وإن بدا شيئا ما محدوداً وخاصة على صعيد الحقوق الفردية، لتتراجع فيما بعدُ وبشكل نهائي جميع مظاهر الانتهاكات الصارخة للحقوق والإعدامات والإعتقالات الواسعة والمحاكمات الصورية والتعذيب التي كانت سائدة، وكذلك على صعيد الحقوق الجماعية كحق الإضراب والتظاهر وحق التعبير والنشر وإنشاء الأحزاب السياسية والجمعيات الشبابية الثقافية والرياضية والتعاونيات النسوية والندوات الفكرية.
وبفتح هذه الأبواب، فإن فكرة الحريات العامة تغلغلت داخل الفكر الجمعوي للمواطنين رافعة قدراتهم الي تحقيق نواة لجبهة ديموقراطية تصحيحية لكل ماهو واقع ومؤثر على كل المستويات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية ...

ورغم  مايشوبها من أفكار وما تحمله من تضارب في المصالح، بقي المواطن مشاركا في كل الهموم والتخطيط لمستقبل زاهر للبلاد، إلا أن تشكيل هذا البنيان كان مشروطا بعامل الإستمرارية والدعم والتطوير، أي الإيمان بتعزيز الحريات العامة والحرية الفردية، كقيمة أساسية للنهوض به، وهو ما حاول السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز  في عشرية البناء والنماء والحريات تجسيده والعمل عليه بقوة وحزم والوقوف بالمرصاد لجميع محاولات وأده وقتله في مهده من قبل قوى الظلام وقوى الطمع والمحسوبية والفساد التي جعل من محاربتها شعارا طيلة فترة حكمه.
إن خنق الحريات الأساسية وتكميم الافواه (موضوع الجدل القائم مؤخرا) اثر المصادقة على قانون  المتابعة على الرأي والتعبير ورفض الآخر على أساس قانون  اعتبرته فئات واسعة من مختلف طبقات المجتمع  قتلا لروح التغيير وتكميماً للأفواه وفتحاً لابواب السجون، ليس إلا إنتكاسة وميلا عن الطريق السليم الصحيح الذي أرسيت قواعده في العشرية الاخيرة.
إن واجب الدولة اليوم هو خدمة مصالح المواطنين وحرياتهم والسهر عليها وتاكيد ما كان، وليس ما نرى ونشهد من تدوير لوجوه الفساد وتمكينها من كل مفاصل الدولة والركون الى إحدى زوايا القصر الأدخن وتشغيل وضع الصامت.

موريتانيا لنا جميعاً يا قوم، ولن نترككم تجهزون عليها حتى ولو كلفنا التضحية بالروح والمال والولد، فالجميع في سبيلها يهون.

حفظ الله الوطن من شر العاقين من أبنائه.