بنشاب : انها ليست منتصف الثمانينات من القرن الماضي (بين انواذيبو و انواكشوط) فلو كانت لكنا على ظهر شاحنات كبيرة جابت تلك الربوع في يوم من الايام نقضي ثلاثة ايام الى اربع و ربما تمتد الرحلة اسبوعا ("و ليس من رأى كمن سمع") ببيداء لَم يَعرِف بِها ساكِنٌ رَسما..
انه الامس القريب، تحديدا منذ ايام طمرت الرياح الطريق بعواصف هوجاء وطقس لا يرحم...فلم تعد ترى غير كثبان رملية يتيه فيها اقدم سالكي تلق الطريق واقدم سائقيها واعرفهم باغوارها.
شاحنات و سيارات رباعية الدفع و باصات حديثة للنقل كلها تتوقف خوفا من العبور الى المجهول ....
اين شركات صيانة الطرق اين جرارت وضعت خصيصا على الطريق لفتحها بازاحة الرمال لهكذا حالات في ظل ارتفاع درجات الحرارة حيث لا ماء يسقي ظمآن تائه و لا شجرة يستظل بظلها في ظرف كهذا ؟؟؟؟؟؟
اين شركات النهب و الاستغلال التي أتت على الاخضر و اليابس و لم تورث المنطقة غير التلوث و السموم (تازيازت و MCM) في صيانة هذه الطرق و هي التي تملك آلات و معدات لاستخراج الغالي و النفيس من باطن الارض تلك و بعمق مئات الامتار داخلها ؟؟؟؟؟
الا يستحون اليس في ادبيات الاتفاقيات المجحفة و المنهكة لهذا المواطن المسكين و نهب ثروات ارضه و وطنه ان تصون له على اقل تقدير طريقا انتم سالكوها بالذهب و الفضة و ما غلا ثمنه و خف حمله... اما هو فيسلكها سائقا لموسسة او مساعد سائق او حمال...
اليس من الجميل ان توفر له طريقا يسلكها بامان و دون مشقة او عناء؟؟؟؟؟ الا يكفيه ما هو فيه : غبن تهميش تجويع و واقع مر غابت عنه الدولة و ادارت له الظهر في ظل جائحة الامان فيها هو البقاء في المنازل و اتفق العالم فيها على ان الدولة اصبحت الكل في الكل فأين دولتنا؟؟ و حكومتنا؟؟ و نظامنا؟؟ و تعهداته؟؟؟؟
لك الله يا وطن و مطحون....