بنشاب : تعيش عديد -او كل المناطق- في بلادنا أزمة عطش خانقة، تزداد حدتها مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة الآن، ما ولد هاجس خوف دائم لدى المواطن...فالماء شريان الحياة وهو العنصر الذي قال فيه جل من قائل :”وجعلنا من الماء كل شيء حيا”.
فكلما توفر الماء بكثرة كلما أصبحت الحياة أكثر حيوية ونشاط و انعكس ذلك على حياة الانسان و نشاطه و عطائه اليومي والعكس صحيح فكلما قلت المياه وشحت كلما صعبت الحياة ولم يعد ممكنا العيش في ذلك الحيز الجغرافي الذي قل به الماء .
وعلى مستوى بلادنا تعاني عدة مدن داخلية من أزمة عطش حادة تتطلب التدخل السريع من طرف الجهات الرسمية لإنقاذ هذه المدن والأرياف التابعة لها...
فلم تسلم ولا ولاية من ولايات وطننا الحبيب من شح المياه و العطش، و ان تفاوتت درجاته حسب المناطق و تدخلات الدولة الخجولة... فها هي ولاية لعصابة برمتها تعاني أزمة العطش هذه رفقة ولاية غورغول التي توجد بها مناطق تعاني من شح المياه وكذلك مدينة تجكجة عاصمة ولاية تكانت التي تشهد بين الفينة والأخرى احتجاجات متواصلة من طرف سكان المدينة يطالبون فيها الجهات الرسمية بتوفير الماء للمدينة التي تعيش منذ سنوات أزمة عطش حادة ألقت بظلالها على السكان وواحات النخيل التي تأثرت كثيرا بهذه الأزمة وقل إنتاجها بشكل كبير بسبب عدم توفر الماء فمن المعروف أن واحات النخيل تعتمد بشكل أساسي في نموها وإنتاجها على الماء بنسبة كبيرة اما ولاية اينشيري فتعاني هي الاخرى شح المياه و خاصة منها عاصمة الولاية اكجوجت و التي بها اكبر المناجم التي تغذي البلاد و تتكفل بالعديد من عمال من شتى جهات الوطن و التي (اي ساكنة اكجوجت) على موعد غدا الاثنين مع تظاهرة و وقفة امام مقر الولاية للمطالبة بتوفير شبكة مياه دائمة العطاء....اما عن آدرار و انواذيبو و تيرس زمورفحدث ولا حرج.
خرجات إعلامية وصرخات استنجاد و تظاهرات هنا و هناك بين الفينة و الاخرى متواصلة من طرف ساكنة المناطق الداخلية من أجل الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في توفير المياه لهم ، فقد طال الانتظار وتفاقمت الأزمة إلى أقصى الحدود فهناك مواطنون يصرخون بأعلى الأصوات غايتهم الوحيدة الحصول على أكبر مقوم من مقومات البقاء على قيد الحياة ألا وهو الماء فلا حياة بلا ماء .
ان المصالح المعنية مطالبة (و قبل اي وقت مضى)بحل هذا المشكل قبل تفاقم الاوضاع و قبل خروج الامور عن السيطرة و خاصة في هذا الظرف العصيب و نحن على ابواب فصل الصيف و لا سحب تلوح في الافق و في ظرف دولي خاص تجتاح فيه جائحة كوفيد19العالم و لا بوادر سيطرة على هذه الجائحة هي الاخرى تلوح في الافق القريب...
.