بنشاب : تعاني مقرات الحجز التحفظي في جميع مدن الداخل من وضع كارثي جراء تكدس المحجوزين ومشاركتهم لبعضهم، نفس الغرف والممرات وأواني الطعام وكؤوس الشاي.
وكانت “الحرية نت” قد نشرت خبرا عن الوضع في كيهيدي، معززا بالصور والفيديو، لكن الحالات المعلن عنها في الشرق الموريتاني تعكس هشاشة الخطة المتبعة في الداخل والتركيز على العاصمتين السياسية والاقتصادية، حيث يوضع المحجوزين في فنادق راقية ويتم عزل كل شخص في غرفة خاصة به، بينما تعاني جميع مناطق الحجز في الحوضين من اكتظاظ وفوضى وقلة موارد، فقد تم الاعتماد على الإمكانات الخاصة لأطر وأبناء تلك المناطق من أجل إعاشة المحجوزين دون أبسط تدخل من الدولة بل إن بعض هذه المناطق تستغيث اليوم لخروج الوضع عن السيطرة.
كوبني تستغيث
ففي مقاطعة كوبني المتاخمة للحدود الموريتانية مثلا، وصل عدد المحجوزين يوم أمس إلى 106 يعانون من ظروف صعبة، أصبحت تشكل خطرا على صحتهم وصحة الساكنة، مع العلم أن مناطق الحجز فيها هي الأقدم، ومنذ التحفظ على المحتجز الأول لم يتم تسريح أي شخص حتى الآن، لعدم تمكن وزارة الصحة من إيفاد طواقم طبية تجري الفحوص وتنهي معاناتهم.
هذا الوضع أصبح يشكل تحديا صحيا وأمنيا يثقل كاهل الطاقم الصحي المحلي الذي بذل كل ما في وسعه حتى الآن لمراقبة المحجوزين رغم قلة الإمكانيات، وكذلك السلطات الأمنية الساهرة على متابعتهم ومنعهم من التسرب، لكن كثرة المحجوزين وقلة أماكن الحجز جعلت الأمر خارج السيطرة.
المتضررون طالبوا الوزارة بالتدخل السريع وإرسال بعثة طبية للفحص، وإنهاء وضعيتهم اللاإنسانية.
وزارة الصحة غير معنية؟!
وفي محاولة من “الحرية نت” لنقل هذه الوضعية إلى الجهات المعنية تواصلت مع مسؤول الإعلام في وزارة الصحة عبد القادر ولد أحمد، الذي أكد أن الأمر لا يتعلق بوزارة الصحة، بل إن وزارة التجهيز هي المعنية باللوجستيك، والتي تبرمج تلك الفحوصات لينتقل إليها الفريق الصحي المعني.
وسواء تعلق الأمر بوزارة التجهيز أو الصحة فإن أماكن الحجز في الداخل أولى بالرعاية والإهتمام لأن ظهور أي حالة بينهم يعني انتقال العدوى إلى العشرات بل المئات لاقدر الله، بسبب حجزهم في منازل لاتسعهم ومن دون أدنى مراعاة للتعليمات ونظم التحفظ المنصوص عليها.
الحرية نت